كشفت دراسة حديثة ، أن أسعار منتجات العناية الشخصية ” الوردية ” أي المخصّصة للنساء، تكون أكثر ارتفاعاً من الأخرى رغم توافق ممّيزاتها، فتدفع النساء أحياناً أكثر من الرّجال مقابل السلع نفسها، لمجرّد أنّها وردية اللون . رغم أنّه ما من مؤشر جينيّ أو علميّ لعلاقة هذا اللون بالمرأة، بل إنها نتيجة موروثات ثقافية. وهذا ما يعرف بـ”الضريبة الوردية”، التي تحدّد وفقاً لجنس المستهلك. وبحسب الدراسة ، فقد انتشر مصطلح ” الضريبة الوردية ” أو ” ضريبة النساء ” سنة 1996 في الولايات المتحدة من قبل مجلة ” فوربس “، التي أظهرت أنّ النساء في ولاية كاليفورنيا ينفقن في المتوسط 1351 دولاراً كلّ سنة أكثر من الرجال مقابل منتجات العناية الشخصية نفسها، كشفرات الحلاقة، الشامبو، مزيل العرق، والعطور وغيرها. وأظهرت الدراسة ، مقارنة بين أسعار مجموعة منتجات في عدد من المتاجر حيث تبيّن أنّ 3 شفرات حلاقة بعبوة زرقاء مثلاً، يبلغ سعرها أقل بكثير من الوردية اللون من الشركة المنتجة نفسها ، ما يؤكّد وجود هذه الضريبة . كما لوحظ، بحسب الدراسة ، أنّ أصحاب هذه المتاجر وضعوا بعض المنتجات المخصّصة للنساء، والتي غالباً ما تكون بألوان أنثوية كاللون الوردي، البيج، أو بألوان الباستيل، بجوار الإصدارات الذكورية، التي يغلب على عبواتها اللون الأسود أو الأزرق والأخضر، ليتمّ التمييز بينها. إلا أنّ المتاجر الضخمة تضع المنتجات النسوية متباعدة عن تلك الرجالية، حتى لا يثير ذلك شكاً حول وجود فرق في السعر. وبحسب الدراسة، فإنّ خبراء الإقتصاد يرجعون أسباب التسعير المبني على الجنس، إلى الدراسات العلمية المرتبطة بالتجارة، والتي تظهر اهتمام المرأة بالشكل الخارجي للمنتج، ممّا يدفع الشركات المنتجة إلى بذل مجهودٍ إضافي على التغليف والتعليب، وبالتالي تكبّد كلفة إضافية. كما أنّ الشركات المتوجهة للنساء تفوق تلك التي تقدّم منتجاتها للرجال. وعليه فإنّ المنافسة بين الشركات الأولى مضاعفة، ممّا يلزمها بالتوجّه إلى التسويق والإعلانات لزيادة نسبة مبيعها. وعلى المرأة تحمّل تلك التكلفة!
مشاركة :