نجيب محفوظ ومليارات جدة | طلال القشقري

  • 2/16/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

توجد ٣ حاويات للنفايات في طريقي التي يبلغ طولها حوالى ٢٠٠ متر ما بين بيتي وبين مسجد الحي الذي أسكن فيه بجدّة، ومع ذلك يُلقِي بعضُ الناس نفاياتهم في الشارع، حتى يُخال للناظر إليه أنه هو الحاوية لا الشارع!. وتكاد هذه الحال تكون هي الغالب في ثلّة من أحياء جدّة، وهي سلوك غير حضاري، ومُنافية للدين والفطرة السوية!. أنا شخصيًا لا أعلم عدد عُمّال نظافة الشوارع، لكنّهم حتمًا بالآلاف، وكذلك آلاتهم ومعدّاتهم، لكني أعلم أنهم يعملون على طريقة المرأة الفرنسية التي رأت يومًا سائحًا عربيًا في باريس، هو الأديب الكبير نجيب محفوظ في شبابه، وهو يُلقي بأعقاب سجائره في الشارع، فظلّت تتبعه وتلتقط الأعقاب وترميها في الحاويات، حتى لاحظها فتمنّى أن تنشقّ الأرض وتبلعه من الخجل، وأقسم ألّا يُكرّرها بعد ذلك، و"عُقبال" أن يخجل بعضُنا مثله!. وأعلم كذلك، وهذا هو بيت القصيد هنا، أنّ عقود شركات النظافة في جدّة تبلغ في مجموعها المليارات من الريالات، وأنّ جزءًا كبيرًا منها يُصرف على كنس الشوارع من النفايات، لا على نقل ما في الحاويات إلى المرادم البلدية، ولو حرص هذا البعض على نظافة الشوارع وإلقاء النفايات في الحاويات لأمكن توفير المليارات، أو استغلالها في تنفيذ مشروعات أخرى تسدّ احتياجات جدّة، وما أكثرها من احتياجات!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت إنها قرّرت إهداء كلّ من يُلقي "قُمامته" في الشارع معلومة عن اليابانيين، إذ يحمل من يسير منهم مع كلبه في الشارع حقيبةً وأكياساً خاصة لالتقاط فضلات الكلب من الشارع ووضعها في الحاويات، عاكسين احترامهم لأنفسهم، وللشوارع التي يعيشون فيها!. @T_algashgari algashgari@gmail.com

مشاركة :