تيار المستقبل لن يسقط حلم رفيق الحريري

  • 2/16/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لابد وأن يلمس كلُّ مَن تابع خطاب الرئيس سعد الحريري في الذكرى العاشرة لوفاة والده رئيس وزراء لبنان الأسبق الشهيد رفيق الحريري القوة والعمق والصراحة ونبرة الثقة والتحدّي التي اتّسم بها الخطاب الذي تحدّث فيه عن الواقع السياسي اللبناني من كافة جوانبه خلال 10 سنوات توالت فيها الكوارث على لبنان لتسجل درجات غير مسبوقة في الفوضى والتهجير والقتل المنظم. اللافت أيضًا نجاح خطاب الحريري في إثبات أن ابتعاده عن لبنان خلال السنوات الأربع الماضية، منذ إسقاط حكومته في يناير 2011، واندلاع الأزمة السورية في مارس من العام نفسه -باستثناء زيارة واحدة قصيرة- وبدء الحوار مؤخرًا مع حزب الله لم يغير من ثوابت تيار المستقبل كون الهدف الرئيس من الحوار حماية لبنان «لأن لبنان أهم منا ومنهم». المملكة ولبنان ما لفت النظر بشكل خاص في الخطاب الاستهلالة التي بدأها سعد الحريري بالإشادة بالمليك الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- «الذي سيبقى في ذاكرة اللبنانيين أبًا وراعيًا ونصيرًا، واسمًا للشهامة والشجاعة والأخوة الصادقة»، والإعراب عن تهنئته بمبايعة حامل الأمانة التاريخية بالاستقرار والتغيير والانفتاح، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ملكًا، وسمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليًا للعهد، وسمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وليًّا لولي العهد، وتجديده على عهد الوفاء للسعودية، والالتزام بالسير على خطى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، «الذي زرع في قلوبنا محبة المملكة وشعبها وقيادتها». 10 سنوات عجاف الحقيقة أن الخطاب جاء مفاجئًا للجميع، ليس فقط للآلاف الذين قاطعوه بالتصفيق مرات عدة، وليس لارتجاله إلاّ من بعض رؤوس الأقلام التي كان يرجع إليها في الانتقال بين محاور الخطاب، وهو ما يعكس تطورًا واضحًا في الفكر الإستراتيجي للحريري، وإنما أيضًا -إضافة إلى ما سبق- لاشتماله على كافة القضايا والتحديات التي يواجهها لبنان منذ اغتيال والده قبل عشر سنوات، وحتى الحوار مع حزب الله الذي اعتبره ضرورة وطنية لتصحيح مسار العملية السياسية، مرورًا بملف المحكمة الدولية، ورفض تسليم المتّهمين باغتيال الرئيس الحريري، وملف المشاركة العسكرية لحزب الله بالحرب السورية، والنزاعات العربية، وملف حصرية السلاح بيد الدولة، والتأكيد على أن كافة المخاطر والتحديات التي يواجهها لبنان لن تجعل الشعب اللبناني يستسلم لليأس. ولن تجعله يسلم حلم رفيق الحريري لبناء الدولة المدنية، وإعادة دوره العربي والدولي، وتوفير ضمانات نموه الاقتصادي، وتحسين معيشة المواطن، ورفض الفتنة والحرب الأهلية، والحرص على توخي سياسة الاعتدال، ورفض الانجرار وراء الغرائز المذهبية. كما لابد من الإشارة أيضًا إلى نجاح الحريري في خطابه في تشخيص الحالة اللبنانية في وضعها الراهن، وضرورة إقامة دولة السيادة والقانون التي تغلب فيها مصلحة لبنان الوطنية فوق أي مصلحة فئوية، أو حزبية، أو طائفية. المزيد من الصور :

مشاركة :