أودى البرد القارس بحياة نحو 30 طفلاً خلال شهرين، بين المدنيين الذين فروا من آخر معاقل تنظيم «داعش» في شرق سورية، وفق منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة. وأعربت المنظمة عن «قلقها البالغ» إزاء «الظروف الإنسانية» المتردية في مخيم الهول الذي يقع شمال شرق سورية، والذي لجأ إليه المدنيون منذ أشهر هرباً من القتال ضد التنظيم المتطرف. وذكرت المنظمة، في بيان، أن «29 طفلاً ورضيعاً على الأقل لقوا حتفهم خلال الأسابيع الثمانية الماضية، بسبب انخفاض درجة حرارة أجسادهم أثناء توجههم إلى المخيم أو بعد وصولهم بوقت قصير». وأشار البيان إلى أنه خلال شهرين «وصل نحو 23 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال الفارين من الأعمال القتالية في محافظة دير الزور» إلى المخيم. ويقاتل أبناء العشائر العربية والمقاتلون الأكراد، بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، آخر فلول تنظيم «داعش» بالقرب من بلدة هجين في وادي نهر الفرات. وقالت منظّمة الصحة العالمية في بيان: «كثيرون ممن وصلوا حديثاً يعانون سوء التغذية والإرهاق، بعد سنوات عاشوها في ظروف بائسة تحت سيطرة تنظيم داعش. العراقيل البيروقراطية والقيود الأمنية تحول دول وصول المساعدات الإنسانية للمخيم والطرق المحيطة». وأضافت أن «الكثير من النازحين ساروا أو ركبوا في شاحنات مفتوحة لأيام وليالٍ عدة في طقس الشتاء القارس». وأوضحت أن النازحين غالباً ما يتم تأخيرهم لساعات في المناطق الريفية المكشوفة، بينما تقوم قوات سورية الديمقراطية بتفتيشهم بحثاً عن متشددين يحاولون الاختباء بينهم. وقالت منظمة الصحة العالمية إن الوضع في مخيم الهول يتطلب إرسال مساعدات إنسانية بشكل عاجل ومن دون معوقات. وقال بيان المنظمة: «الوضع في المخيم حرج الآن. في أقل من شهرين، ازداد عدد سكانه ثلاثة أضعاف»، من 10 آلاف إلى نحو 33 ألفاً. وأضافت المنظمة أن «الآلاف من الوافدين الجدد اضطروا لقضاء ليالٍ عدة في مناطق الاستقبال والفحص في المخيم من دون خيام أو أغطية أو وسائل تدفئة». وتابعت المنظمة قائلة إن فرقاً عدة تدعمها تعمل على مدار الساعة في المخيم لفحص الوافدين الجدد، والمساعدة في عمليات التطعيم، وإحالة الأطفال الذين يعانون سوء التغذية إلى مستشفى في مدينة الحسكة.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :