«مفاجأة التسامح» هدية «عقابية الشارقة» بالإفراج عن أحد نزلائها

  • 2/1/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: محمود محسن كعادتها بالخروج عن المألوف في مبادرتها، استهلت إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية بالقيادة العامة لشرطة الشارقة، «ملتقى التسامح الأسري»، لتمكين عدد من نزلائها من الالتقاء بأفراد أسرهم، ب«مفاجأة التسامح»، وتمثلت المفاجأة بزف خبر الإفراج عن نزيل من دون إشعاره مسبقاً، لتمنحه الأمل من جديد في استعادة لحظات الحرية بالعيش منطلقاً خارج أسوار المؤسسة، ضاربين بذلك أسمى معاني التسامح والسلام والعفو.النزيل المفرج عنه البرت، ويبلغ من العمر 58 عاماً، من الجنسية الفلبينية، كان قد أدين بقضايا مالية حبس على إثرها مدة 13 شهراً، وأعلن الإفراج عنه بعد سداد ما عليه من مستحقات، ليعود مجدداً إلى وطنه الأم برفقة أخيه بعد أن حضر لملاقاته ضمن فعاليات ملتقى التسامح الأسري، وذلك في إطار المبادرة التي أطلقتها المؤسسة منذ سنوات عدة، ضمن فعاليات يوم النزيل الخليجي.حضر الملتقى، نائب القائد العام لشرطة الشارقة، العميد عبدالله مبارك بن عامر، والعميد أحمد شهيل، مدير إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية، والعميد عارف الشريف، مدير عام الموارد والخدمات المساندة، والدكتور عزيز بن فرحان العنزي، المستشار الشرعي لدائرة الأوقاف، وأعضاء الوفود، وممثلو البعثات الدبلوماسية بالدولة، وعدد من مديري الإدارات ورؤساء الأقسام بالقيادة العامة لشرطة الشارقة، إلى جانب عدد من وفود إدارات المؤسسات العقابية والإصلاحية، وأسر النزلاء الذين تم استقدامهم من خارج الدولة، إضافة إلى الحضور من أسر النزلاء من داخل الدولة، وممثلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية.وقال المفرج عنه خلال كلمته أمام الحضور، وكانت قد امتلأت عيناه بدموع الفرحة: لم أصدق خبر الإفراج عني، أعلمت فقط بزيارة أخي ضمن ملتقى التسامح الأسري وغمرتني الفرحة لكوني لم أره طوال فترة الحبس، وإنها لمناسبة عظيمة لما فيها من تنفيس عن النزلاء، وإخراج مفهوم الحبس من أذهانهم بلقاء ذويهم، وجودي في المؤسسة العقابية، جعلني أكثر تقرباً من الله وهو ما لم أكن عليه في السابق، المرء قد يحتاج إلى أن يوضع في مثل تلك الظروف لمراجعة حساباته وإيمانه، أشكر إدارة المؤسسة العقابية لما قدمته لي خلال فترة الحبس من رعاية وخدمات، وعلى منحها لي الأمل مجدداً للعيش وسط أسرتي والخروج لبدء حياة جديدة مستقلة، أعلم جيداً معنى التسامح بدولة الإمارات كوني أعمل فيها على مدار 10 أعوام، والآن أدركت أنها الدولة الأمثل في تطبيق هذا المفهوم.وقال العميد عبدالله مبارك بن عامر، نائب قائد عام شرطة الشارقة: «إن ملتقى التسامح الأسري لنزلاء المؤسسة العقابية والإصلاحية المقام هذا العام، يعد من المبادرات التي تعكس قيم التسامح والأخلاق والنهج الثابت، الذي حرصت القيادة الحكيمة للدولة على ترسيخه وتكريسه لنشر المحبة والسلام والتعايش والاحترام المتبادل بين جميع القاطنين على أرض الإمارات من مواطنين ومقيمين».مضيفاً، أن التسامح فيها ليس وليد العصر، ولا شعاراً براقاً لتتناقله وسائل الإعلام المختلفة للتباهي والتفاخر، إنما هو حاجة مهمة وأساسية لكل المجتمعات، فباتت الدولة اليوم في نظر العالم مثالاً للتعايش والتسامح؛ حيث تحتضن على أرضها أكثر من 200 جنسية بمختلف ثقافاتها ودياناتها يعيشون في وئام وانسجام.وأكد نائب قائد عام شرطة الشارقة، حرص القيادة العامة لشرطة الشارقة، على إطلاق المزيد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الاهتمام بالأوضاع الإنسانية للنزلاء والتي تنسجم والقوانين والأعراف والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.وأكد العميد أحمد عبدالعزيز شهيل، مدير إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية، أنه تم خلال هذا العام استقدام 6 من أسر النزلاء، من سلطنة عمان الشقيقة، والمملكة الأردنية الهاشمية، والجمهورية السودانية، وباكستان، وأفغانستان، وسيريلانكا، بواقع أسرة من كل دولة؛ حيث تم تجهيز كل الخدمات وفق أعلى المستويات وتوفير سبل الراحة لهم، بدءاً من وصولهم إلى أرض الدولة وحتى مغادرتهم إياها، وعلى مدار 3 أيام شملت الإقامة كاملة، إلى جانب دعوة 14 أسرة من داخل الدولة ومن الجنسيات كافة، لمقابلة ذويهم من النزلاء. الأم والجدة تلتقيان مع الابن الوحيد لم يعلم «ي، م» ابن ال 29 عاماً من مواليد الدولة، بأن يأتي يوم من الأيام ويقف في ساحات المحاكم والقضاء وينتهي به الأمر خلف الأسوار في قضية مالية، لتوقف مسيرة مستقبله الوظيفي والاجتماعي، وبالرغم من قضائه مدة سنة و4 أشهر من إجمالي مدة حكم خمس سنوات، إلا أن أمله في ظهور الحق ونيل البراءة مازال يملأ قلبه، ومع إشعاره بملتقى التسامح الأسري، وبزيارة أمه وجدته القادمتين من موطنهما الأم، تبدد الحزن في عيونه إلى فرحة.تقول والدة النزيل: تلقينا هاتفاً مجهولاً من دولة الإمارات، يخبرنا باستضافتنا لمدة 3 أيام على نفقة المؤسسة العقابية بإمارة الشارقة، ليتسنى لي رؤية ولدي الوحيد على إخوته الإناث، فغمرتني فرحة عارمة، والحقيقة أنني لم أصدق النبأ، إلا بعد وجودي على أرض الدولة ورؤية ابني، وبالرغم من ضيق الوقت، إلا أنها كانت فرصة ثمينة لكونها مكنتني من رؤية ابني عن قرب. «إدمان» بعد رحيل طفلها قاد الحزن والاكتئاب صاحبة ال 24 ربيعاً، لسلك طريق التعاطي والإدمان، فبرحيل طفلها الوحيد إثر إصابته بالسرطان، أغلقت أبواب الأمل في وجهها ساد الحزن وجدانها، لتجد نفسها في أحضان الإدمان من دون وعي أو إدراك لما تفعل، واستفاقت بعد إدانتها ومر على توقيفها أربعة أشهر.وقالت: «بالرغم من حالتي غير المستقرة، إلا أنني سعدت بحضور عائلتي لزيارتي، وبإتاحة الفرصة لي أن اجتمع بهم وسط جو مختلف عن أجواء إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية، أتطلع للخروج في أقرب وقت ممكن، لأتمكن من العيش في كنف أبي وأمي، ولكي أكمل دراستي الجامعية، وأن تنتهي قضيتي لأعود إلى الحياة من جديد». عزلة المخدرات من المعروف عن أن قضايا المخدرات، قد تصل في أقصاها لحد ال 25 عاماً، ما يجعل منها عزلة لنزلاء تلك القضايا عن أسرهم وعائلتهم لفترة طويلة من الزمن، فبدورها ارتأت إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية، تنظيم الملتقى، وتمكين أصحاب الأحكام الطويلة من رؤية ذويهم والتخفيف عنهم.وهذا ما أكده «ي» 30 عاماً خليجي، والمتهم في قضية مخدرات، لافتاً إلى أنه لم ير أسرته من فترة طويلة بسبب طول مدة الحكم، وبالرغم من وجودهم بشكل دائم في الدولة، إلا أن الزيارة الحالية كان لها أثر مختلف في نفسه، خاصة بعد رؤيته لشقيقته وأبناء شقيقته الكبرى، فرحة عارمة انتابته، وأعرب عن جزيل شكره لإدارة المؤسسة العقابية، وتمنى أن تتكرر تلك الزيارات مرات عدة.

مشاركة :