أصبحت الأجهزة اللاسلكية مصدر خطر كبير على المستخدمين سواء من نواحي التفكير أو السلامة البدنية العامة. الأبحاث التي تقدم اليوم تنبه لخطر كبير يواجه من يتعاملون بإفراط مع هذه الأجهزة، وهنا نقف للتعرف على مجموعة من المخاطر التي يمكن أن تصيب المستخدم بشكل عام. لعل أهم ما يمكن أن يتأثر بهذه الأجهزة هو القلب ونبضاته إذ رصدت الأبحاث ارتفاعا في نبضات القلب لدى مدمني التعامل مع الأجهزة الإلكترونية. زيادة النبضات ارتبطت مباشرة بكم عال من حالات ارتفاع ضغط الدم والأسوأ منها أن التوتر يزداد تأثيره وتسوء حالة المستخدم مع الوقت. تقول باحثة متخصصة في جامعة سان دييجو في الولايات المتحدة، إن المخ البشري رغم تعقيده وكفاءته العالية فهو بحاجة إلى فترة انتقال منطقية بين فكرة وفكرة ليحقق الفهم الصحيح لما يعرض عليه وليتخذ القرار المناسب. هنا تصبح عمليات التصفح التي تتعاقب فيها الأفكار والمعلومات على المخ مجموعة من المشوشات التي تؤدي إلى تناقص في القدرة على التمييز بين الأشياء واتخاذ القرارات المناسبة، وهو ما يواجهه الذين يجعلون حسابات "الإيميل" مفتوحة باستمرار إذ يخسرون القدرة على التركيز في أعمال أخرى يجب التعامل معها في الوقت نفسه. يرى أحد الأساتذة في مجال الأعصاب أن الإشباع الفوري المستمر الذي يجعل الفرد يراجع مواقعه كل عشر دقائق، واحد من وسائل تدمير القدرة على التركيز، وقد يؤدي إلى تلف يُبعد المخ عن القدرة على التفريق بين الأشياء وقد يوقع الشخص في أخطاء كبيرة. التوصية الكبرى لدى كل من شاركوا في البحوث التي تحدثت عن بعضها هنا هي الحصول على إجازة من التصفح والقراءة لمدة ساعة كل يوم، وهذا يعني البعد عن كل وسائل التأثير الذهني وقوامها الحواسب والهواتف وغيرها من وسائل استخدام الطيف المغناطيسي كمنطقة حرة، يضاف لها ساعات النوم التي يبتعد فيها الواحد تماما عن تأثير الأجهزة لإعطاء الفرصة للمخ للراحة والأعصاب للهدوء والتفكير لاتخاذ القرارات. يأتي في المقام الثاني إغلاق نوافذ "الإيميل"، حيث تتم مراجعة البريد على فترات محددة، ولا ينشغل الشخص بالذبذبات التي يمكن أن يسببها وصول مثل هذه الإشارات إلى الأعصاب والتفكير والهدوء.
مشاركة :