مكة المكرمة على موعد مع مستقبل زاهر ودور مؤثر في اقتصاد البلاد؛ لما تتميز به أم القرى من مزايا لا تتوفر لغيرها، فقد شرفت باستقبال وفود الحجاج والزوار والمعتمرين.. ويظل المبتدئون في عالم المال والأعمال ينظرون إلى الاستثمار في مكة من جانبين، الأول روحي يتمثل في التشرف بخدمة ضيوف الرحمن، والآخر خدمي يصب في صالح اقتصاد الوطن وعافيته الاستثمارية. من باحث إلى مشغل أحمد أكرم (الشاب المبتدئ في مجال الأعمال وصاحب مؤسسة في الديكور) يرى أهمية إنشاء المشروعات الصغيرة التي يديرها شباب رجال الأعمال، إذ تكمن أهميتها في خلقها لفرص للشباب السعودي، حيث يتحول من باحث عن فرصة عمل لذاته إلی باحث عن شباب ليوظفهم معه كفريق عمل، وبذلك يساهم في تقليل نسبة البطالة. ويقول إنه يحتاج في مشروعه الناشئ لمنتجات وخدمات يحصل عليها من رجل أعمال آخر، ما يعني أن الفائدة تعم الجميع، وتتحول مكة المكرمة إلى قوة اقتصادية. يضيف أكرم، أن أبرز الاحتياجات لشابات وشباب اﻷعمال هي توفير الدعم من الجهات الحكومية مثل الحصول علی التراخيص المطلوبة وتأشيرات الأيدي العاملة ومنحهم نسبة محددة في المشاريع الحكومية باشتراطات ميسرة في نظام المناقصات والدفع المعتمدة للشركات الكبيرة. 4 محاور الأكاديمية والباحثة والمستشارة في مجال ريادة الأعمال رانيا زاهد تتفق مع الرأي السابق وتقول: إن المشاريع الناشئة وريادة الأعمال لدى فئة الشباب يعد مجالا مهما لتنمية اقتصاد الدول، ففي أمريكا مثلا يتراوح عدد المشروعات الصغيرة 22 مليون مشروع صغير غير زراعي، وتحقق ما يقارب 47 % من الدخل الكلي، كما تقوم بتوظيف حوالي ٥٣% من القوى العاملة. وتضيف رانيا، أن الجميع في الوطن الغالي يطمحون الارتقاء في هذا المجال والإسهام في تنمية العجلة الاقتصادية على المدى القريب والبعيد على أن تقوم المشاريع الريادية السعودية بنفس الدور الحيوي للمشاريع الريادية في العالم الأول. وترى رانيا، أنه من الممكن تحقيق ذلك عن طريق خطة استراتيجية من أربعة محاور تتمثل في البنية التحتية المتمثلة في نظام معلوماتي كامل التعليم والتدريب من المرحلة الابتدائية لبناء فكر ريادي لدى النشء ومساهمة مؤسسات القطاع الخاص والعام في الدعم المعنوي قبل الدعم المادي من خلال تقديم الاستشارات المتخصصة لرواد الأعمال، فهم في أمس الحاجة إلى آراء المتخصصين من ذوي الخبرة في المجال النظام التجاري الذي يحمي المنشآت الريادية الصغيرة ويؤازره. صنع في مكة المبتدئة في مجال ريادة الأعمال الشابة نادية الفضل تؤكد من جانبها أهمية المشاريع الناشئة وتعدها محورا مهما ومساعدا للاقتصاد في المملكة لنحاكي المجتمعات المتقدمة في الاختراع والابتكار وتحقيق الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات والقضاء على فكر استيراد الاحتياجات من الغير وتعزيز مبدأ «نحن نفكر، نحن نعمل، نحن نبدع، نحن ننتج». وتضيف نادية الفضل، الأمر أهم في مكة بالذات؛ لأنها قلب العالم الإسلامي ونقطة الارتكاز لأكبر تجمع، فالحاج والمعتمر يعودان إلى بلادهما ومعهما هدية لأهلهمها ومن يحب، كتب عليها صنع في مكة.
مشاركة :