طلبت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين- اليوم الجمعة- من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، تخصيص موقع على الطريق إلى مخيم الهول يمكن فيه تقديم مساعدات للمدنيين، الذين يفرون إلى المخيم في أجواء شديدة البرودة هربًا من المعارك. جاء ذلك بعد يومٍ من الإعلان عن مقتل 29 طفلًا ورضيعًا على الأقل، خلال الشهرين الماضيين في مخيم الهول للنازحين، بمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا. ونقلت وكالة “رويترز” عن المتحدث باسم المفوضية آندريه ماهيسيتش، قوله: “توفير ممر آمن للمدنيين أمر بالغ الأهمية، ويجب ضمانه”، مشدّدًا على ضرورة تقديم مساعدات- حتى وإن كانت ضئيلةً- على الطريق لأولئك الذين يكابدون الجوع والبرد، وغالبيتهم العظمى من النساء والأطفال. وأمس الخميس، كشفت منظمة الصحة العالمية عن أن الأطفال لقوا مصرعهم خلال الأسابيع الثمانية الماضية، بسبب انخفاض درجات الحرارة، وأنّ معظم الوفيات وقعت أثناء رحلة الأطفال والرضع إلى المخيم أو فور وصولهم. وطالبت المنظمة، جميع أطراف النزاع في سوريا إلى توفير وصول إنساني غير معاق إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات تنقذ حياتهم. وخلال الشهرين الماضيين، وصل إلى المخيم 23 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال الفارين من المعارك في المناطق الريفية بدير الزور، كما اضطر آلاف النازحين الجدد إلى قضاء عدة ليالٍ في مناطق الاستقبال المفتوحة في المخيم، دون خيام وبطانيات أو تدفئة. وأفادت تقارير حقوقية بأنّه مع تزايد تعقيد الوضع السياسي في شمال شرق سوريا، تضاعفت المعاناة الإنسانية لقاطني المخيمات من النازحين السوريين في مناطق الحسكة، ومعظمهم من محافظة دير الزور، لا سيّما في مخيم الهول شرقي الحسكة الذي يديره الأكراد، والخاضع عمليًا لسيطرة ما تعرف بـ”الأسايش” من ظروف معيشية وإنسانية صعبة جدًا، ويبلغ عدد القاطنين فيه أكثر من 40 ألف شخص. وقال مرصد الشرق الأوسط – في تقرير – إنّ الأطفال هم من أكثر الفئات هشاشة وتعرضًا للأذى في ظروف المخيمات، سواء لجهة انعدام التعليم أو لجهة المناحي الصحية، إذ تمّ مؤخرًا نقل أكثر من 25 طفلًا من المخيم إلى مستشفيات مدينة الحسكة؛ لتلقي العلاج نتيجة إصابتهم بأمراض مختلفة ناتجة عن سوء التغذية، كما توفي طفل حديث الولادة نتيجة الظروف الصحية السيئة، وسبق هذه الحوادث وفاة طفلة صغيرة من نازحي دير الزور في مخيم الهول نتيجة البرد القارس، إضافة لوفاة طفلة من نازحي حمص في احتراق مدفأة الكاز بعد احتراق خيمة ذويها.
مشاركة :