إمام المسجد النبوي:البصيرة في الدين من أعظم النعم.. والأعمى من جهل حق الله

  • 2/1/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

Share this on WhatsApp واس – فجر : أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير أن المؤمن الحقّ يلتزم بأوامر الله ويجتنب نواهيه؛ بما آتاه الله من بصيرة ويقظة في القلب، وفهم في العقل، ووعي بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم إن من جلائل النعم، وقلائد المنن، نعمة البصيرة في الدين، فالبصيرة هي التوحيد ونبذ الشرك، وعدم طاعة المخلوق في معصية الله تعالى، وأن البصيرة هي البرهان واليقين، والثبات في الدين، إذ قال الله تعالى: {قلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمشْرِكِينَ}. وأضاف أن البصيرة هي الفطنة، وقد قيل: “ويخبو ضياء العين والرأي ثاقب”، والبصيرة نور يقذفه الله في القلب، يفرّق ما بين الحق والباطل، والخير والشرّ، والفضيلة والرذيلة، والعمى في البصيرة أشدّ وأنكى وأعظم مصيبة من العمى في البصر، فإن عمى البصيرة هو العمى، مستشهداً بقوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. وأوضح أن الأعمى ليس من لا يبصر بعينيه، ولكن الأعمى من جهل حق الله عليه، فالبصيرة هي القرآن والسنة، قال عزّ وجل: {قَدْ جَاءَكم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا}. وقال: أي لقد جاءتكم البينات والحجج التي اشتمل عليها القرآن العظيم، وسنة النبي الكريم، فكيف تقعون في مستنقع الآثام، وعندكم النور الباهر، والضياء الظاهر، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فاطلبوا من الأنوار أعلاها، ولا تحتقروا من الظلمات أدناها، والشرف والرفعة والسناء والسمو والعلو في البصيرة في الدين. وأردف أن من سمع مواعظ الله، وآيات كتابه، وأحاديث نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فصمّ عن الحق أذنيه، وعصب بعصابة الباطل عينيه، فهو الضرير الحائر في ظلمات الجهل وغياهب الظلال، وأهل الكفر والفسق، صمّ عن الحق فما يسمعونه، عمي عن الهدى فلا يبصرونه، لا يسمعون سماع منتفع، ولا يبصرون إبصار مهتدٍ، قال الله تعالى عنهم: {مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ}، وقال سبحانه عنهم في شأن الآخرة والقيامة: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ}، أما المؤمنون فهم الفطناء البصراء، المؤمن صحيح النظر، نافذ البصر، جميل الأثر، قال جلّ وعلا: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُلُمَاتُ وَلَا النُورُ}. وأشار “البدير” إلى أن من صفات أهل الإيمان أنهم أيقاظ القلوب، فهماء العقول، يعون عن الله أمره ونهيه، ووعده ووعيده، فإذا تليت عليهم آياته أكبوا عليها سامعين واعين مراعين بآذان سمعتها، وقلوب وعتها، لا يتغافلون عن مواعظه، ولا يستكبرون عن عبادته، كما يفعل الساقطون المستعلون، الصمّ الذين لا يسمعون، والعمي الذين لا يبصرون مستشهداً بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُماً وَعُمْيَاناً}.Share this on WhatsAppوسوم: المسجد النبويShare0Tweet0Share0Share

مشاركة :