نجحت شركة تكرير النفط الكورية الجنوبية «هيونداي أويل بانك» التابعة لمجموعة هيونداي للصناعات الثقيلة في جذب استثمارات من شركة «أرامكو السعودية» وفق صفقة بقيمة 1,6 مليار دولار تمثل استحواذ شركة «أرامكو» على حصة قصوى تبلغ 19.9 % في «هيونداي أويل بنك». أعلنت ذلك مجموعة «هيونداي للصناعات الثقيلة»، مؤكدة على موقعها عن توقيعها لهذه الاتفاقية مع «أرامكو السعودية» حيث قيمت الأخيرة قيمة أعمال شركة النفط الكورية عند 10 تريليونات وون كوري في القيمة السوقية، ومن المتوقع أن تشتري أرامكو السعودية أسهم شركة تكرير النفط الكورية الجنوبية مقابل 36,000 وون كوري جنوبي. وقالت «هيونداي» بأنها تنتظر الموافقة على هذا الاستثمار المرتقب في اجتماعات مجلس الإدارة المعنية للطرفين، مشيرة إلى أرامكو السعودية وهي أكبر شركة نفط في العالم مسؤولة عن 15 % من النفط الخام المنتج عالمياً، قد اجتذبت إلى إمكانات النمو الهائلة لشركة «هيونداي أويل بنك» والتي أثبتت تقدما ملحوظ في إنتاجيتها وربحيتها المرتفعة بنسبة 40.6 % وهي الأعلى بين مصافي النفط في كوريا الجنوبية، ملفتة إلى الثقة المتبادلة المبنية على مذكرة التفاهم العامة الموقعة بين أرامكو السعودية ومجموعة هيونداي للصناعات الثقيلة في نوفمبر 2015 للتعاون في مختلف فرص تطوير الأعمال والتي كان لها تأثير إيجابي على قرار الاستثمار. وقال مسؤول في المجموعة: «سيجري تأجيل الطرح العام الأولي لشركة «هيونداي أويل بنك» لحين إتمام صفقة «أرامكو» في الوقت المناسب وسيتم استخدام حصة بيع الأسهم لأرامكو بشكل أساسي للاستثمار في فرص أعمال جديدة ولتحسين هيكلنا المالي». وقفزت أسهم شركة «هيونداي» بعد الإعلان عن الصفقة بنحو 6.6 %، لافتة إلى أن الشركة الكورية تأمل إنجاز الصفقة خلال العام الجاري. وشددت المجموعة على أهمية هذه الاتفاقية مع شركة أرامكو السعودية ليس فقط بصفتها أكبر شركة نفط في العالم تشتري حصة من أسهمها والتي من المؤكد أن تساهم في زيادة قيمة «هيونداي أويل بانك» إلى حد كبير، ولكن أيضاً لمنح المجموعة الفرصة لكي تكون جزءًا من أرامكو والتي ستساعد شبكة أعمالها على الارتقاء بقدرات أعمال «هيونداي» إلى المستوى التالي حيث تعتمد المجموعة على انضمامها إلى شبكة أرامكو لتمهيد الطريق أمام فرص أعمال جديدة في مجالات مثل البتروكيماويات وتطوير حقول النفط وتصنيع مواد التشحيم. ولفتت المجموعة بأنه قد لوحظ الكثير من التآزر والتلاحم بينها وشركة أرامكو السعودية حتى الآن من خلال التعاون في العديد من المجالات بما في ذلك بناء السفن وبناء المحركات، ومن الأمثلة البارزة على ذلك مشروع بناء أكبر حوض لبناء السفن في المملكة والجاري تشييده حالياً كجزء من خطة التنمية الصناعية للسعودية التي أطلق عليها «رؤية 2030»، مع خطط لإنشاء مشروعات مشتركة خلال هذا العام. وبالعمل معاً بشكل وثيق، يستفيد الطرفان من بعضهما بعضاً في أن تُمنح المجموعة فرصة لدفع نمو الأعمال التجارية والتقدم في سوق الشرق الأوسط بينما تساهم أرامكو السعودية في توسيع البنية التحتية للبلاد وخلق فرص العمل. وقال المسؤول في المجموعة: «إن التعاون التجاري متعدد الأوجه المستمر مع أرامكو سيؤثر بشكل إيجابي على فرصنا في الفوز بعقود مستقبلية من دول الشرق الأوسط لبناء السفن والمصافي البحرية ونحن على استعداد لبذل أقصى ما في وسعنا من أجل الاستفادة من هذا الاتفاق الاستثماري لتعزيز علاقة وثيقة مع شركة أرامكو لتأمين تحقيق النجاح في سوق الشرق الأوسط لتوسيع أعمالنا». وتمتلك «هيونداي أويل بانك» 650 ألف برميل من طاقة تكرير النفط اليومية، وتصدر منتجات نفطية على مستوى العالم وتدير 2400 محطة وقود ومحطات شحن السيارات حول كوريا الجنوبية، كما تنتج البتروكيميائيات ولديها محطة للنفط في أولسان.