بدأت إيران احتفالات بالذكرى الأربعين للثورة التي أطاحت الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979. لكن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خاطب الإيرانيين باللغة الفارسية، وسخر من «40 سنة من الفشل». وكتب بومبيو في «تويتر»: «حتى رئيسكم، حسن روحاني، يعترف بـ 40 سنة من الفشل بالنسبة إلى النظام الإيراني. لم يكن ضرورياً أن يحدث ذلك، لكن نظامكم الحاكم أعظى الأولوية دوماً للأيديولوجيا على مصالح الشعب الإيراني ورفاهه». وكان لافتاً أن رئيس مجلس الخبراء أحمد جنتي اغتنم المناسبة لتوجيه انتقادات ضمنية إلى الرئيس حسن روحاني ومعسكره، بقوله عند ضريح الأمام الخميني جنوب طهران: «اللعنة على مدرسة الفكر الخاطئة التي تعتقد بأننا لا نستطيع إدارة البلد من دون مساعدة من أميركا. الإدارة الأميركية آيلة إلى أفول، وحلفاؤها الآن لا يطيعونها ولا يخشونها، لذلك علينا ألا نخشى أميركا». وتابع: «أميركا الخبيثة تبذل جهدها من اجل القضاء على النظام وسلب عقائد الشباب وإيمانهم، وتضغط على دول من أجل عدم التواصل مع إيران، لكنها لم ولن تتمكّن من فعل شيء». جاء ذلك بعد يوم على إطلاق بريطانيا وفرنسا وألمانيا آلية مالية خاصة للالتفاف على العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على ايران. الآلية التي أُطلِق عليها «أداة دعم المبادلات التجارية» (إنستيكس)، سُجِلت في باريس برأس مال 3000 يورو وسيديرها ألماني فيما تموّلها الدول الثلاث. ووَرَدَ في بيان مشترك أصدره وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وفرنسا: «إنستيكس ستدعم التجارة الأوروبية الشرعية مع إيران وتركّز في البداية على القطاعات الأكثر أهمية بالنسبة إلى شعبها، مثل الأدوية والأجهزة الطبية والسلع الزراعية الغذائية». واعتبر الوزير البريطاني جيريمي هانت أن الخطوة «تعبير واضح وعملي» عن التزام أوروبا استمرار الاتفاق النووي المُبرم عام 2015 وانسحبت منه الولايات المتحدة، مستدركاً أنها «لا تعفينا من معالجة النشاطات الإيرانية العدوانية المزعزعة للاستقرار». ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الآلية بأنها «خطوة أولى طال انتظارها»، فيما تحدث الناطق باسم الوزارة بهرام قاسمي عن تدبير «متأخر جداً»، وحضّ الاتحاد الأوروبي على «تنفيذ كامل لتعهداته في أقصر وقت»، من أجل «تعويض جزء من العقوبات الأميركية اللاشرعية». على صعيد آخر، أعلن موقع «فايسبوك» أنه حذف، للمرة الثانية خلال أشهر، صفحات ومجموعات وحسابات مرتبطة بإيران، بسبب استخدام حسابات زائفة وتنسيقها. وذكر أنه ألغى 783 صفحة ومجموعة وحساباً تستنسخ الموقف الرسمي لطهران في شأن ملفات حساسة، مثل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني وسورية واليمن في الدول المستهدفة، تحت غطاء حسابات أو صفحات قدّمت نفسها على أنها محلية ويُرجّح أنها استهدفت تأجيج التوتر في المجتمع. والنشاطات التي أنهاها «فايسبوك» رُصدت في 26 بلداً تضمّ غالبيتها عدداً كبيراً من المسلمين، في أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط وأفغانستان وباكستان والهند وإندونيسيا وماليزيا وجنوب أفريقيا. وقال ناتانايل غليشر، مسؤول الأمن المعلوماتي في الموقع: «لسنا قادرين على تأكيد مَن يقف وراء ذلك في شكل مباشر»، إن كانت السلطات الإيرانية أو «جهات فاعلة أخرى». وأضاف أن إلغاء الصفحات والحسابات لم يتم بسبب مضمونها، بل لأن الذين وضعوها استخدموا حسابات مزيفة وفي شكل «منسّق»، لتضليل المستخدمين.
مشاركة :