أواصل الحديث عن «برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية» أحد أكبر وأهم برامج الرؤية السعودية 2030، وأجتهد في مقاربة هذا الإنجاز من ناحية مهمة، مهمة لمهندس هذا كله، ولي العهد الأمين، ولنا جميعاً، وللتنمية والنزاهة، وتغيير ثقافات تأصلت لتلامس الفساد أحياناً، أو عدم التوفيق على أقل تقدير. هذا البرنامج يستهدف بحلول عام 2030 أرقاماً مهمة قرأها العالم، منها: استحداث 1.6 مليون وظيفة جديدة، وتكرار هذا الرقم مهم لكي يتكرس في وجداننا، وتقوي عزيمتنا التي أشعلها ولاة الأمر، وتذكر العالم دوما أن هذه الرؤية ستكون أحد أهم أحداث التاريخ في القرن الـ21. هذا الرقم لعدد الوظائف مبشر وجميل ليس لأنه كم كبير، ولكن أيضا لأنه يمتاز بالنوع، في مجالات واختصاصات علّمنا التاريخ الاقتصادي أنها مكمن قوة وتفوق وأحد أهم ركائز الانتاج الحقيقي. سيدي ولي العهد، سيد شباب العرب، والآخذ بألبابهم وقلوبهم بهذا العزم والطموح، وملهم قيادات العالم: «نعلم جميعا أن أحد أهم همومك اليومية في هذه الرؤية هي تنمية الإنسان، والارتكاز عليه في تنفيذ هذه المخططات التي ترى النور تباعاً، وتحقيق العدالة والشفافية في كل شيء، في الانفاق، والمشاريع، وإتاحة فرص متساوية لخدمة الوطن. لقد كنا بحاجة لتحرك سريع، ربما سريع جدا في انطلاقات الرؤية، واحتجنا بلا شك لعقول مختلفة، ودماء جديدة، وجاءت برامج الاستقطاب والتوظيف لتساعد الوزراء والمسؤولين على تكوين فرق عمل ديناميكية تواكب ديناميكية فريق الرؤية، وحدث ذلك بالفعل، لكن شابه بعض الملاحظات التي يمكن تفهمها نتيجة عامل الوقت، وأحيانا عامل الندرة، وربما إسناد بعض الوزراء المهمة لمن هم مجتهدون لكن لم تسعفهم الخبرة، أو لم يتمكنوا من الفكاك من ثقافة سادت طويلاً في التوظيف وإتاحة الفرص و«المحاباة». اليوم يا «سيدي وأمير الناس كلهم» لا بأس من بعض المراجعة، والتدقيق، في المهام والأجور، وربما الأسماء تحت هذه البرامج، فقد شق مركب الرؤية العظيم عنان محيط التاريخ ولا بأس أن يتفقد القبطان وثقاته من المساعدين المحركات، والهيكل، والوقود.. أعانكم الله. أكتب وهيبة كبيرة هيمنت على العالم وهم يقرأون معنا بيان الديوان الملكي وخطاب ملك «الحزم» و«العزم» للجنة العليا لمكافحة الفساد التي ترأسها ولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، والتي أذهلت نتائجها العالم أجمع وربطت على قلوب السعوديين بتحقيق وعد الأمير الشهير بأن لا أحد سينجو بفساد، وبإعادة 400 بليون ريال في فترة قياسية لتصبح هذه العملية من حيث نتائجها وتوقيتها وتنفيذها مقرر في القيادة والنزاهة يجب أن يدرسه كل من يريد أن يقود شعبه للمجد. أكتب وأنا أهجس بأن ظاهرة «الواسطة» أو «المحاباة» في التوظيف يجب أن تفهم وتدرس ثم تكافح لاحقاً ضمن أدبياتها الاجتماعية والثقافية، فحتى كاتب هذه السطور لو كان صاحب قرار توظيف ربما يضعف «اجتماعيا» و«ثقافيا» أمام رجاء والدته أن يوظف أحد ما. أمامنا في هذا البرنامج الذي يعتبر «ثلث الرؤية» 1.6 مليون فرصة عمل، وهي في الوقت ذاته فرص لتغييرات جذرية في ثقافة العمل، وتوظيف الأكفأ فالأكفأ. @mohamdalyami
مشاركة :