الليونة الأممية تجاه الحوثيين تقلّص فرص نجاح جهود السلام في اليمن

  • 2/2/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عدن (اليمن) - تحوّل التعاطي الأممي مع الأزمة اليمنية، وطريقة مبعوث أمين عام الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في قيادة جهود السلام، إلى مصدر قلق للعديد من الأطراف ذات الصلّة بالملف اليمني، لاسيما تلك المتدخّلة فيه بشكل مباشر والمعنية بإعادة الاستقرار للبلد. وتجاوز غريفيث عتبة المرونة الضرورية في إدارة أي مفاوضات هادفة لحلحلة أي ملف في مثل تعقيد الملف اليمني، إلى التساهل مع المتمرّدين الحوثيين ومسايرتهم، في تعطيل تنفيذ اتفاقات السويد التي عُلّقت عليها آمال لأن تكون منطلق مسار سلام أشمل ينهي معاناة اليمنيين من واقع الحرب التي يشهدها بلدهم. ويخشى مراقبون من أن يكون مسار السويد هو آخر فرصة لتحقيق السلام في اليمن، وأنّ فشله سيعني اليأس من الحلّ السلمي والدفع بالخيار المضادّ، خيار القوّة العسكرية للحسم ضدّ المتمرّدين الحوثيين، وهو ما لوّح به فعلا التحالف الذي تقوده السعودية دعما للشرعية اليمنية. وطالبت حكومات اليمن والسعودية والإمارات مجلس الأمن الدولي بتعزيز الضغط على المتمردين الحوثيين من أجل ترسيخ الهدنة المتفق عليها في الحديدة على الساحل الغربي اليمني. وفي رسالة إلى المجلس، اتهمت الحكومات الثلاث الحوثيين بانتهاك وقف إطلاق النار في المدينة 970 مرة منذ دخوله حيز التنفيذ في 18 ديسمبر الماضي. وطلبت الحكومات في رسالتها من مجلس الأمن “الضغط على الحوثيين وداعميهم الإيرانيين وتحميلهم المسؤولية في حال أدى استمرارهم في عدم الالتزام باتفاق السويد إلى انهياره”. Thumbnail والتقى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمناقشة المشاكل المرتبطة بتطبيق اتفاق ستوكهولم. وقال قرقاش للصحافيين بعد اللقاء “نتفهم الحاجة للتحلي بالصبر، لكن لا يمكن أن يكون ذلك إلى ما لا نهاية”. وأعرب عن قلقه من إمكانية تصاعد العنف على الأرض نتيجة استفزازات الحوثيين. وقال لا نريد أن نطلق عملية عسكرية في الحديدة، مضيفا ما نريده هو أن تمارس الأمم المتحدة والمجتمع الدولي نفوذهما في الضغط على الحوثيين بإجبارهم على الالتزام بوقف إطلاق النار. وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة للاستماع إلى تقرير المندوب الأممي مارتن غريفيث الذي أنهى جولة جديدة من المحادثات الهادفة لإقناع الأطراف المعنية بتطبيق اتفاق ستوكهولم. وشملت الجولة العاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، دون أن تتسرّب أي أنباء عن تحقيق غريفيث لأي خرق جديد خلال محادثاته مع قادة جماعة الحوثي في صنعاء. ويوجّه تحالف دعم الشرعية في اليمن رسائل عملية واضحة، بأنّ لديه خيارات بديلة في حال لم يستجب الحوثيون لمساعي السلام. وبمجرّد مغادرة غريفيث لصنعاء هاجم طيران التحالف موقعا يستخدمه المتمرّدون في تخزين وتجهيز الطائرات المسيرة شرقي العاصمة صنعاء. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي قوله إن القصف يأتي في إطار عملية مستمرة منذ أسبوعين لتدمير قدرات الحوثيين في مجال الطائرات المسيرة في أعقاب هجوم دام بطائرة من ذلك النوع على مسيرة عسكرية للحكومة اليمنية. وأضاف أن التحالف نفّذ العملية لتدمير هدف عسكري مشروع. وكان أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية قال الأربعاء إن التحالف مستعد لاستخدام قوة محسوبة بدقة لدفع الحوثيين للانسحاب من مدينة الحديدة بموجب اتفاق السويد الذي رعته الأمم المتحدة.

مشاركة :