نساء اخترن "ظل حيطة ولا ظل راجل"المرأة اليوم صارت أقوى من ذي قبل وقادرة على الاستغناء عن "ظل زوج لتختار ظل الحيطة".المرأة نصف المجتمععلى ما يبدو فإن محاولات الحط من شأن المرأة وجرها إلى الخلف إلى سنوات من الظلام لا تكاد تفارق البعض وتعشش في أفكارهم ويتوارثونها أبا عن جد، في حين يشهد التاريخ بأمجاد عظيمة كانت صاحبة الفضل فيها امرأة، وكان الكاتب المصري نجيب محفوظ قال “المستهين بقدرات النساء أتمنى أن تعاد طفولته دون أم”، مختزلا في ذلك كل إنجازات المرأة.لا يمكن إنكار ما يعايشه العالم برمته ولاسيما العالم العربي من ظرف اقتصادي صعب، رمى بظلاله على مختلف المنتجات والمواد الغذائية الأساسية، ومن الجميل التنديد بذلك والبحث عن حل فعال يخرج الشباب من بؤر الفساد والاستكانة للحلول الآنية المشجعة على الخطيئة باسم الانفتاح، لا بد من مساعدتهم على الهروب من شبح معدلات عنوسة مفزعة.وبطبيعة الحال فإن الأمر لا يرتبط بالأنثى دون الذكر كما يذهب في ذهن أغلب الناس بمجرد ذكر كلمة عنوسة، فهذه الظاهرة هي تعبير عام يستخدم لوصف الأشخاص الذين تعدوا سن الزواج المتعارف عليه في كل بلد، إلا أن البعض من الأشخاص يظنون أن هذا المصطلح يطلق على الإناث دون الذكور، والحال أنه يطلق على الجنسين.وهذا يعني أن “خليها تعنس” ليست فقط حملة مجحفة في حق المرأة بل ومبتورة أيضا، لأن أصل المشكلة في مقاطعة الزواج أمر يصل بين الجنسين لا جنس دون الآخر، فالمرأة هي الأخرى تتحمل من أجل الزواج أعباء مادية تثقل كاهلها وكاهل عائلتها منذ نعومة أظافرها، بالإضافة إلى أن عددا كبيرا من الشابات أبدين عزوفا اختياريا عن الزواج، خصوصا في ظل تبدل في السلوكيات وسم أغلب العلاقات في السنوات الأخيرة وجعلها تبنى على الشك والخيانة، مما دفع بالعديد من المفاهيم إلى التغير ومن بينها أن المرأة رهينة محبس يمن عليها به رجل.المرأة اليوم صارت أقوى من ذي قبل وقادرة على الاستغناء عن “ظل زوج لتختار ظل الحيطة”، فالحب كما وصفته إيمانويلي بيرت “هو أفضل عملية شدّ وجه لكن عموما من الأسهل العثور على جراح تجميل من العثور على رجل يستحق الحب”، وعلى ما يبدو فإن الممثلة الفرنسية استشرفت حال النساء اليوم بكل دقة حيث صار البحث عن وسائل سحرية للحصول على جمال أبدي فوق كل اهتمامات المرأة الأخرى، كما أن من أولوياتها أيضا حصد النجاح واعتلاء سلالمه. وبالتالي فإن النجاح في تغير الأوضاع الراهنة لا يمكن أن يتحقق بإقصاء نصف المجتمع.كما أن المشكلة لا تكمن فقط في مجرد الحصول على تخفيضات في رسوم الزواج بل في تقديم تنزلات لفهم الشريك، وخصوصا المرأة بدل مهاجمتها من وقت إلى آخر، فهي “السؤال الكبير الذي لم يتم الإجابة عليه أبدا والذي لم أستطع أنا (سيغموند فرويد) الإجابة عليه بالرغم من ثلاثين عاما قضيتها في البحث في نفس الأنثى هو: ما الذي تريده المرأة”. واليوم نفس السؤال قد ينطبق على الرجل أيضا ما الذي يريده الرجل؟كاتبة تونسية
مشاركة :