«أوحش الليل نومي.. وين ذاك التسلي؟»

  • 2/2/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أحمد ناصر- قدمت الفرقة التراثية (رجال) والفرقة النسائية ليلة من أجمل الليالي الطربية التراثية التي تعيدنا إلى جمال الماضي وتراث الآباء والأجداد، برعاية وحضور الشيخ صباح الجابر المبارك الصباح، وعدد كبير من عشاق هذا الفن العريق الذي تمتد جذوره إلى أكثر من أربعة قرون، ويجمع عدة حضارات في الكويت.. من أفريقيا والهند والجزيرة العربية. شارك في هذه الليلة فرقة التراث الكويتي، وهي فرقة تتكون من أكثر من خمسة عشر شابا، والفرقة النسائية التي تتكون من أكثر من عشر فتيات، ويشرف عليها مؤسسها الموسيقار محمد الرويشد، ودعم هذا الحفل الجميل وقدم له العون اللوجستي؛ مثل المسرح والتصوير والإشراف على البروفات، مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك برئاسة علي الريس، وأخرج الحفل مسرحيا وتلفزيونيا د. علي حسن. قدمت الفرقتان في الحفل 16 أغنية متنوعة بين السامري بأنواعه، والخماري وفن الصوت والطنبورة والدزة والسواحلي.. وهي الأمسية الوحيدة التي جمعت كل هذه الفنون وقدمتها خلال ساعة ونصف الساعة منذ أربعين سنة تقريبا، بحضور رجالي ونسائي مشترك، ما أضفى عليها جمالا ورونقا فنيا وتراثيا واجتماعيا في الوقت نفسه، ففي الستينات كانت الحفلات تقام بحضور الرجال والنساء ويغني الجميع ألوانا من الفنون الكويتية الجميلة، هنا في هذا الحفل عادت تلك الروح الاجتماعية الأصيلة التي كانت تجمع الرجال والنساء في نمط وعادة اجتماعية جميلة. افتتحت الحفل إيمان النجم.. وتضفي هذه المذيعة المتألقة نكهة كويتية أصيلة بطلتها وكلماتها على الجو العام، فكانت انطلاقة جميلة.. ثم بدأت السهرة بأغنية «يا طير» وهي من فن الردحة، وهو من الفنون التي تستخدم في الأعراس لاسيما من النساء عندما تزف العروس، وكان منتشرا في منطقة الفنطاس بكثرة، ثم قدموا أغنية «آه يا دمع عيني» وعندما تسمع كلماتها يرق قلبك معها.. (آه يا دمع عيني، أوحش الليل نومي، وين ذاك التسلي، بس لا لا تهلّي). تبعتها أغنية «يا بوطيبة» وهي من أشهر ما غناه الكويتيون في فن الطنبورة.. هذا الفن الجميل الذي جاء من أعماق أفريقيا عندما كان الكويتيون يسافرون إلى هناك ويقضون أشهرا، فجلبوا معهم هذا الفن الرائع، «يابوطيبة علتي قلبي وطيبه، سلام مني والوله خلّه يحاتي»، ثم قدمت الفرقتان أغنية «صبرت أمس» وهي من فن السامري النقازي، ويعتمد السامري على الشعر النبطي وقيل إنه قدم إلى الكويت من البادية ويعتمد على الغناء الجماعي، بدأ به الرجال ولكن النساء خطفنه حتى تميزن به أكثر من الرجال، تقول كلمات الأغنية «صبرت أمس والبارح صبرت، على نار محبوبي تصبرت»، بعدها غنت الفرقتان «من جاها حياها» وهي من فن السواحلي، وهذا الفن قديم جدا في الجزيرة العربية، ووصل إلى الكويت من ممباسا عندما كان الكويتيون يسافرون إليها، وخلطوها بفنهم وكلماتهم، ومن أشهر أنواع هذا الفن الليوة. واستمر الفن الرائع والسهرة الجميلة التي أحيتها الفرقتان التراثية والنسائية في مسرح مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك، وقدمتا بعدها «على طاري الدمنة» سامري، و«يا عين هلّي صافي الدمع» سامري، و«أم مريان» وهي مقدمة مسلسل بومريان الشهير، قدمها الراحلان الكبيران عبدالحسين عبدالرضا وعايشة إبراهيم، وهي من فن الصوت، ثم «جزا البارحة» سامري، تقول كلماتها «جزا البارحة جفني عن النوم، جزا من غرامي له سباني»، بعدها قدمتا «ألا ياعبرة»، وختمت السهرة بأغنية «احنا الكويتيين» من فن الدزة، ثم كرم راعي الحفل الشيخ صباح الجابر المبارك ومعه علي الريس الفرقتين، ثم الموسيقار محمد الرويشد والملحن دوخي الدوخي.  الفرقتان الرجالية والنسائية | تصوير مصطفى نجم

مشاركة :