سمعنا ونسمع، قرأنا ونقرأ عن نضال المرأة وكفاحها لنيل حقوقها كاملة اسوة بالرجل، طبعا كلمة المساواة هي كلمة مطاطة ذات أوجه، وارجح انها ابتكار غربي يراد منه تفكيك الأسرة التي هي نواة المجتمع المتماسك، فالغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة عقد الكثير من المؤتمرات والندوات لنقاش قضية الأسرة المهددة بالانقراض لديهم، فالغالبية منهم آباء وامهات عزاب، وأمام كثرة العلاقات المحرمة اختلط لديهم الحابل بالنابل فواجهوا مشكلة في أنساب المواليد، لذا كان ضروريا كسر الحاجز بالسماح للأم التي يرجح تأثرها سلبا جراء اية علاقة (كونها الطرف الذي يحبل) بمنح اسمها لأطفالها. ولمن يقرأ التاريخ يجد ان المرأة الأوروبية وربما الأمريكية حتى فترة متأخرة من القرن التاسع عشر، بل حتى اطلت الحرب العالمية الثانية، كانت اكثر احتشاما من بعض نساء المسلمين اليوم. واننا اذا تصفحنا المنهج الإلهي في الأرض سنجد قوله تعالى: (وليس الذكر كالأنثى) وهذا ليس استنقاصا من قدر المرأة ولكن توصيف لحقيقة، لذلك لا تجد نبية ولا تجد خليفة راشدة، بل حتى تاريخ الشعوب لايحدثك عن ملكة وقائدة ذات مجد الا نادرا جدا. حديثي لا يمس مكانة المرأة البتة، فأنا على قناعة راسخة بأهمية المرأة ودورها في المجتمع على مستوى الأسرة والعمل ايضا، بل انني اقدر كل امرأة عاملة تشد من أزر ابيها وزوجها وعيالها، واضيف انها نصف المجتمع وتنجب النصف الآخر، وازيد انها حجر الزاوية اذا صلحت صلح بها المجتمع، الزوج والعيال وحتى صديقاتها وزميلاتها في مقاعد الدراسة أو العمل، والعكس صحيح، إذا فسدت فسدوا، هذه قناعتي. وعودا على بدء حتى لا اشط بعيدا عما اود طرحه فإن المرأة البحرينية كانت صنو الرجل والظهر الذي يسند اعوجاجه، فمنذ زمن الغوص كان الرجل البحريني يجاهد في البحر وكانت تكافح على البر فتحفظ له عياله وماله وحلاله، وعندما بدأ التعليم لم نحتج سوى بضع سنوات حتى انشئت مدارس خاصة بالفتيات حالهن حال الأولاد، وقبل ذلك كن يرتدن الكتاتيب قدما بقدم مع الصبية. المرأة البحرينية كانت متقدمة وسباقة، جمعية فتاة البحرين وغيرها من الجمعيات الرائدة، ثم جاء المجلس الأعلى للمرأة متوجا هذه المسيرة المباركة، ولم تتكبد المرأة البحرينية العناء في النضال لنيل حقوق ما، فإن قيادة البحرين وشعبها واعون جدا، لم نجد مشكلة في ترشحها للمجالس البلدية ولا النيابية، ولا معاناة في توليها مناصب في البلاد، ولا حتى في قيادة السيارة، فأنت تجد الرجل البحريني يفخر بزوجته وهي ربة بيت، ويفخر بها وهي معلمة أو طبيبة أو ممرضة أو محامية وغيرها. طبعا لن نتحدث عن مساواة لأن الحقيقة واضحة ولكن نتحدث عن حقوق وتمكين وهذا ما نجحت المرأة في اكتسابه ونجح بنجاحها المجتمع، وليس ادل على ذلك من انتخاب الشعب ست نساء لتمثيله في المجلس النيابي، كلثم، زينب، سوسن، فاطمة، معصومة وتأتي على رأس الهرم النسوي فوزية زينل مترأسة مجلس ثلاثة ارباعه من الرجال، والجميع معها متعاونا، وما كادت تتوج كرسي الرئاسة النيابية حتى فازت عهدية أحمد برئاسة صرح الصحافة، وقبلهن فائقة الصالح التي جدد لها الثقة بتولي منصب وزاري، لتبدأ مع هذه النخبة صفحة جديدة من تاريخ المرأة البحرينية.] بدر عيسى الحاج
مشاركة :