موسكو تعلّق مشاركتها في معاهدة الصواريخ ردًا على انسحاب واشنطن

  • 2/3/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس السبت أن موسكو ستعلق مشاركتها في معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، ردًا على انسحاب الولايات المتحدة منها قبل يوم. وتبادلت موسكو وواشنطن لفترة طويلة الاتهامات بخرق المعاهدة، ليعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي عن نيته الانسحاب منها ما لم تنفذ روسيا التزاماتها، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إن واشنطن اتخذت قرار الانسحاب من الاتفاقية «قبل عامين». وقال بوتين إن «شركاءنا الأمريكيين أعلنوا تعليق مشاركتهم في الاتفاق وسنعلق نحن كذلك مشاركتنا»، وذلك بعدما حددت الولايات المتحدة لروسيا مهلة للتعاون. وأكد بوتين خلال لقاء متلفز جمعه بوزيري الخارجية والدفاع سيرغي لافروف وسيرغي شويغو أن روسيا لن تباشر أي محادثات جديدة مع الولايات المتحدة بشأن مسألة نزع الأسلحة. وقال الرئيس الروسي «سننتظر إلى حين نضوج شركائنا بما يكفي لإجراء حوار متساوٍ وذي مغزى بشأن هذا الموضوع المهم». وأنهت المعاهدة التي وقعها الرئيس الأمريكي رونالد ريغان والقائد السوفياتي ميخائيل غورباتشيف سباقًا للتسلح بالرؤوس النووية بثّ الهلع في أوروبا. ومنعت الاتفاقية نشر صواريخ يتراوح مداها ما بين 500 و5500 كلم. وشكّل الاتفاق حلاً لأزمة الصواريخ السوفياتية البالستية الموجهة إلى العواصم الغربية، غير أنه لم يضع قيودًا على قوى أساسية أخرى مثل الصين. وقال دونالد ترامب الجمعة إن واشنطن بدأت بإجراءات الانسحاب من المعاهدة على مدى 6 أشهر. وقال ترامب إنه يتمنى أن «يجمع الكلّ في غرفة كبيرة وجميلة للعمل على اتفاقية جديدة»، لكن في الوقت الحالي، فإن الولايات المتحدة «لا يمكنها أن تكون في وضعٍ غير ملائم». وأعطت الولايات المتحدة مهلة 60 يومًا لموسكو في ديسمبر لتدمير صواريخ تقول واشنطن إن فيها خرقًا للاتفاق. لكن موسكو أصرت على أن الصاروخ المذكور «9أم729» مسموح به في إطار المعاهدة. ودعت وزارة الدفاع الروسية صحافيين وملحقين عسكريين أجانب الشهر الماضي إلى حضور إحاطة عن ترسانتها من الأسلحة. وكرر لافروف أمس السبت الاتهامات الروسية لواشنطن بأن الولايات المتحدة هي التي تنتهك المعاهدة منذ سنوات. وخلال الاجتماع، قال بوتين إن روسيا ستسعى لتطوير صواريخ متوسطة المدى ردًا على ما وصفها بأنها مشاريع مشابهة في الولايات المتحدة. لكنه أكد أمام الوزيرين أن روسيا «لن تنخرط في سباق تسلح جديد مكلف». وأضاف أن روسيا ستنشر صواريخ متوسطة أو قصيرة المدى في أوروبا أو في أي مكان آخر، فقط كردٍّ على خطوات مماثلة من الولايات المتحدة. واتهمت من جهتها وزارة الدفاع الروسية أمس السبت الولايات المتحدة بأنها اتخذت قرار الانسحاب من الاتفاقية «قبل عامين من اتهاماتها العلنية التي لا أساس لها بأن روسيا خرقت المعاهدة». وأضافت الوزارة في بيان أنه منذ عام 2017 «اتخذت واشنطن قرار الانسحاب وبدأت بالتحضير لإنتاج صواريخ قصيرة ووسيطة المدة تمنعها الاتفاقية». وأعرب القادة الأوروبيون عن قلقهم من تداعيات انهيار المعاهدة وحضّوا روسيا على التعامل مع المسائل التي تشكل مصدر قلق بالنسبة لواشنطن قبل انسحاب الأخيرة رسميا منها في اغسطس المقبل. وعبّرت بكين أمس السبت أيضا عن قلقها من تعليق الطرفين مشاركتهما في المعاهدة، داعيةً البلدين إلى «حوار بنّاء» لتفادي «نتائج سلبية». وتحدّث وزير الخارجية الصيني عن احتمال التفاوض عن معاهدة جديدة متعددة الأطراف تتضمن بكين. وأعلن حلف شمال الأطلسي في وقت سابق عن «دعمه الكامل» للولايات المتحدة في انسحابها من المعاهدة، ووافق على أن صاروخ «9أم729» الروسي الباليستي فيه خرق للاتفاقية.

مشاركة :