تسبب انهيار مبنى متضرر بفعل الحرب في مدينة حلب التي شكلت لسنوات ساحة معارك بين القوات الحكومية والفصائل المسلحة شمالي سوريا بمقتل 11 شخصاً، أمس السبت، بينهم أربعة أطفال، وفق حصيلة لوكالة الأنباء الرسمية «سانا».وأحصت وكالة سانا مقتل «11 شخصاً بينهم أربعة أطفال»، جراء انهيار مبنى مؤلف من خمسة طوابق في حي صلاح الدين بمدينة حلب؛ ثاني كبرى المدن السورية. ونقلت الوكالة عن قائد شرطة محافظة حلب اللواء عصام الشلي، أن المبنى «يقع في منطقة مخالفات متضررة جراء الاعتداءات الإرهابية» على المدينة.واستعادت القوات الحكومية بدعم روسي نهاية العام 2016 كافة أحياء مدينة حلب، بعد سنوات من المعارك والحصار تعرضت لها الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل المسلحة، وبينها حي صلاح الدين الواقع على أطرافها.وتظهر صور التقطها مصور متعاون مع وكالة فرانس برس في الحي، السبت، آليات وعمال إنقاذ يعملون على رفع أنقاض المبنى المنهار، وسحب جثث الضحايا. وقال إن شاباً من سكان المبنى يدعى محمود تم سحبه حياً من تحت الركام، بعدما سمع عمال الإنقاذ صوته وهو يصرخ طالباً النجدة. وأوردت وكالة «سانا» أنه الناجي الوحيد من المبنى، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. ونقلت عن مهندس في المحافظة، أنه تم «إخلاء المبنيين المجاورين من السكان، تحسباً لحدوث أية انهيارات أخرى». ويقع هذا المبنى في شارع هدمت وتضررت أغلبية أبنيته، جراء المعارك والقصف السابق على الحي خلال سنوات النزاع.وشهدت مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، عدة تفجيرات خلال اليومين الماضيين، أدت إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص بينهم مدنيون. وقالت وكالة «هاوار»، إن لغماً انفجر بسيارة تقل معلمين على طريق السعن غربي منبج، وأدى إلى مقتل السائق وإصابة آخرين. وأوضحت أن اللغم كان موضوعاً على طريق السعن لينفجر بسيارة نقل كانت تقل المعملين أثناء توجههم إلى عملهم. وسبق ذلك انفجار لغم عن طريق البعد بالقرب من منزل رئيس قوات مجلس منبج العسكري، محمد أبو عادل، أول أمس الجمعة، مما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين وأضرار في المكان.ويأتي ذلك في وقت واصلت فيه القوات الحكومية قصفها لمناطق سيطرة المسلحين في محافظات حماة وإدلب وسط وشمالي سوريا. وأكد قائد ميداني في القوات الحكومية استهداف مواقع مسلحي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على أطراف بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي الغربي، بعد محاولة عناصرهم استهدف القرى والمواقع التابعة للجيش السوري. وأوضح أن القوات الحكومية ملتزمة باتفاق خفض التصعيد، ولكن لديها الحق في الرد على أي قصف أو تسلل عناصر المجموعات الإرهابية باتجاه مواقعها. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن عدد مقاتلي تنظيم «داعش» المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وصل إلى 800 عنصر. وقال المتحدث باسم «البنتاجون»، شون روبرتسون، أمس السبت، إن عدد المقاتلين المحتجزين ينحدرون من 40 دولة أجنبية، معرباً عن قلقه بشأن مصيرهم في أعقاب قرار الرئيس دونالد ترامب، سحب القوات الأمريكية من سوريا.وتوقع روبرتسون في حديث لشبكة «CNN» ازدياد عدد المقاتلين المحتجزين، خاصة مع قرب انتهاء العمليات العسكرية ضد التنظيم في آخر معاقله شرقي الفرات.وكان الرئيس المشارك في هيئة العلاقات الخارجية بالإدارة الذاتية، عبد الكريم عمر، صرح في سبتمبر الماضي، أن الإدارة تحتجز نحو 500 مقاتل أجنبي و500 فرد آخرين من نحو 40 دولة، مضيفاً أنه «بالنسبة إلينا هذا عدد كبير جداً؛ لأن هؤلاء «الدواعش» خطرون، وارتكبوا مجازر، ووجودهم لدينا في المعتقلات فرصة بالنسبة للمجتمع الدولي ليقوم بمحاكمتهم».وأضاف: «نحن سنحاول عن طريق الحوار والمفاوضات أن نسلمهم إلى دولهم، ولكن إذا قطعنا الأمل ستكون لدينا خيارات أخرى، وستكون لدينا قرارات وسنتخذ هذه القرارات في الوقت المناسب». (وكالات)
مشاركة :