واصل آلاف من حركة «السترات الصفراء»، احتجاجهم في كافة أنحاء فرنسا، خلال السبت الثاني عشر على التوالي، في مسيرات للجرحى، احتجاجاً على عنف الشرطة في استخدامها المفرط ل«الرصاص المطاطي» الذي أوقع إصابات خطرة في صفوفهم، وذلك بعد يوم من تفويض أعلى هيئة قضائية في البلاد لقوات الأمن باستخدامها لمواجهة العنف المحتمل.ونظمت تظاهرة في باريس باسم «مسيرة الجرحى الكبرى»، بعد شهرين ونصف الشهر من بدء الاحتجاجات ضد السياسة الاجتماعية والضريبية للحكومة. ويحتج المتظاهرون، خاصة ضد استخدام الشرطة، الرصاص المطاطي المتهم بالتسبب بجروح خطرة لعدد من المتظاهرين.وتجمع مئات المحتجين، قبيل ظهر، أمس السبت، في ساحة بالدائرة الثانية عشرة بالعاصمة وراء لافتة كتب عليها «لا للقنابل اليدوية والكرات الوامضة»، مع صور جرحى تورمت وجوههم، وسط هتافات لأحد قادتهم، جيروم رودريج، المصاب بجروح خطرة في العين، جراء هذا الرصاص الأسبوع الماضي. ووضع المتظاهرون ضمادات على عيونهم، تضامناً مع المصابين بسبب هذه الكرات غير المعدنية المصنوعة من المطاط. وقال جيرالد، عامل البناء في سان كانتان: «تصدمني رؤية الأسلحة التي يستخدمونها».ودعا المتظاهرون إلى التجمع في فالانس التي زارها ماكرون، الأسبوع الماضي، واتخذت تدبير أمنية استثنائية في المنطقة، ووضعت نقاط تفتيش عدة للتحقق من الهوية، وأغلقت أغلبية المحال التجارية، فيما حمت أخرى واجهاتها بسواتر خشبية. ونظمت تجمعات في بوردو، وتولوز، المعقلين التقليديين للتعبئة اللذين شهدا صدامات مع قوات الأمن، وكذلك في نانسي وكان ونانت وروان.وفتحت شرطة تولوز، تحقيقاً بعد نشر تسجيل فيديو لشرطيين يحرضون على إطلاق النار خلال التظاهرات.وفي مرفأ مرسيليا الأثري، سيشيد «جدار للعار»، في ذكرى 14 شخصاً سقطوا في التظاهرات في فرنسا وبلجيكا منذ بداية التحركات.وفي مقال نشره موقع «فرانس-انفو»، دان نحو ستين محامياً التجاوزات في المعاملة القضائية للمحتجين، مشددين على رفضهم «العقوبات القاسية» المفروضة عليهم، أو إجراءات المراقبة «الصارمة جداً».وأكد ناشطون، أن عشرين شخصاً أصيبوا بجروح خطرة في العين، منذ منتصف نوفمبر الماضي. وتجري الشرطة 116 تحقيقاً في هذا الشأن، يتعلق عشرة منها بجروح خطرة في العين.وأكدت الشرطة إصابة حوالي ألف من أفرادها، ونحو 1700 من المتظاهرين منذ بدء الاحتجاجات. وحشدت الداخلية 80 ألفاً من قواتها الأمنية، في أنحاء البلاد، بينها خمسة آلاف في العاصمة.وسمح مجلس الدولة الفرنسي، أمس الأول، للشرطة بمواصلة استخدام الرصاص المطاطي، معتبراً أن خطر حدوث أعمال عنف خلال التظاهرات يجعل «من الضروري السماح لقوات الأمن باللجوء إلى هذا النوع من الرصاص»، في قرار قال محتجو «السترات الصفراء»، إنه «غير مفهوم».واعترف وزير الداخلية كريستوف كاستانير، أمس الأول، بأن هذا السلاح يمكن أن يجرح، ووعد بمعاقبة التجاوزات، لكنه دافع عن استخدامه لمواجهة مثيري الشغب. وقال: «لولا نهب محال تجارية، وإقامة حواجز وإحراق سيارات وتخريب مبان عامة، ولو كان القانون محترماً لما سقط جرحى»، واعداً بانتشار أمني كبير في السبت الثاني عشر للتظاهرات.وتتابع الحكومة، التي أعلنت عن حوالي 10 مليار يورو من المساعدات، ونظمت نقاشاً وطنياً كبيراً لتهدئة الغضب، من كثب حجم التظاهرات. ولا يمكن التكهن بحجم تجمعات السبت ال12، بعد مشاركة 69 ألف محتج السبت الماضي، حسب أرقام الداخلية التي يرفض المتظاهرون الاعتراف بها. (وكالات)
مشاركة :