ألقى المهندس محمد إبراهيم الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، محاضرة أمام طلبة الدراسات العليا من منتسبي القوات المسلحة الإماراتية في جامعة أبوظبي، في إطار سلسلة واسعة من المحاضرات التي تهدف إلى إبراز ميزات البرنامج النووي السلمي الإماراتي، ودوره الريادي في قطاع الطاقة النووية على مستوى العالم. وكجزء من دورة خاصة حول «السياسات النووية الدولية» في إطار برنامج الماجستير في العلاقات الدولية، تحدّث الحمادي لطلبة القوات المسلحة الإماراتية في جامعة أبوظبي عن مسيرة تطوير الطاقة النووية السلمية، انطلاقاً من «وثيقة السياسة العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة لتقييم إمكانية تطوير برنامج للطاقة النووية السلمية»، والتي أصدرتها الدولة عام 2008. وتطرّق الحمادي لدور هذه السياسة في تأسيس مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها شركة نواة للطاقة، وشركة براكة الأولى للطاقة، واللتان تم تأسيسهما طبقاً لاتفاقية الائتلاف المشترك الموقعة عام 2016 بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو) المقاول الرئيس لإنشاء مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، التي يتم تطويرها طبقا لأعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والجودة. وسلط المهندس محمد إبراهيم الحمادي الضوء على المزايا العديدة للبرنامج النووي السلمي الإماراتي، بالقول «يسهم تطوير الطاقة النووية السلمية في دعم مسيرة تنويع مزيج الطاقة الذي تعتمده الدولة؛ حيث نجح في تحقيق نتائج قيمة في العديد من القطاعات الاستراتيجية في دولة الإمارات، وحول العالم». وأضاف الحمادي «تلعب الطاقة النووية دوراً محورياً في (استراتيجية الإمارات للطاقة 2050)، والتي تهدف للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 70%، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة بنسبة 50%، والارتقاء بمستوى كفاءة استهلاك الطاقة بنحو 40%، وذلك بحلول منتصف القرن». وتابع الحمادي «تتمثل ثلاثة من أهدافنا الرئيسة للمستقبل في تزويد الإمارات بالطاقة الكهربائية الموثوقة والصديقة للبيئة، وتطوير سلسلة توريد صناعية محلية، وضمان استدامة مشروع محطات براكة، باعتباره واحداً من أكبر المشاريع الإنشائية النووية الجديدة في العالم. وبينما نواصل التقدم في إنجاز محطات براكة للطاقة النووية السلمية وفق أعلى معايير السلامة والجودة والأمان العالمية، فقد أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يحتذى به من قِبل الدول المهتمة بإضافة الطاقة النووية السليمة إلى مزيج الطاقة المعتمد لديها». وتأتي مشاركة المهندس الحمادي في برنامج جامعة أبوظبي التخصصي، والذي تم تطويره بالشراكة مع القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية، بما يتماشى مع مشاركاته في عدد كبير من الفعاليات والمؤتمرات المحلية الدولية. وكان الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية استعرض أمام مجموعة من الخبراء العالميين في قطاع الطاقة النووية مستجدات البرنامج النووي السلمي الإماراتي ودوره المهم في تطوير قطاع الطاقة النووية محلياً وعالمياً، وذلك خلال جلسة خاصة بعنوان «المضي قدماً في مجال الطاقة النووية» عقدت في نوفمبر الماضي على هامش الاجتماع الشتوي للمجتمع النووي الأميركي 2018.
مشاركة :