بات القائد في سلاح الجوّ الفنزويلي فرانسيسكو يانيز أول جنرال ينشقّ عن الرئيس نيكولاس مادورو، معلناً تأييده رئيس البرلمان خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة. وبثّ تسجيلاً مصوّراً على مواقع للتواصل الاجتماعي، قال فيه: «أبلغكم بأنني لا أعترف بالسلطة الديكتاتورية لنيكولاس مادورو، وأعترف بالنائب خوان غوايدو رئيساً لفنزويلا». وحضّ سائر أفراد الجيش على الانشقاق، لافتاً إلى أن 90 في المئة من عناصر القوات المسلحة مناهضون لمادورو، ومعتبراً أن «الانتقال إلى الديموقراطية وشيك». ويانيز مُدرج على صفحة القيادة العليا للجيش على الإنترنت، مع صورة شخصية له على أنه قائد التخطيط الاستراتيجي في سلاح الجوّ، واتهمته القيادة العليا بالخيانة. ويانيز هو أول جنرال فنزويلي في الخدمة يعترف بغوايدو، منذ أعلن نفسه رئيساً موقتاً في 23 كانون الثاني (يناير) الماضي، علماً أن انشقاقه جاء قبل ساعات من تظاهرات جديدة نظمتها المعارضة أمس، مطالبةً برحيل مادورو وخاطب أنصاره، قائلاً: «الشارع وليس غير الشارع للدفاع عن الوطن والثورة». وصادفت الاحتجاجات الذكرى العشرين لتنصيب الرئيس السابق هوغو تشافيز رئيساً عام 1999، علماً أن مادورو خلفه بعد وفاته عام 2013. وأشار غوايدو الى أن تظاهر أنصاره أمام مقرّ بعثة الاتحاد الأوروبي في كراكاس يستهدف «توجيه رسالة إلى الاتحاد» يشكر فيها الدول «التي ستعترف بنا قريباً جداً». وكان البرلمان الأوروبي اعترف بسلطة غوايدو، فيما أمهلت إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال وهولندا مادورو حتى اليوم للدعوة إلى انتخابات رئاسية، وإلا ستعترف بغوايدو رئيساً. ووجّه زعيم المعارضة رسالة إلى رئيسَي المكسيك والأوروغواي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور وتاباري فازكيز، ورد فيها «سنكون مهتمين بمفاوضات» بهدف وحيد هو تحديد «بنود إنهاء اغتصاب (السلطة)، ما سيسمح بنقل السلطة وبدء عملية انتقالية تفضي إلى انتخابات حرة». وكان البلدان أعلنا الأربعاء الماضي عقد مؤتمر للدول المحايدة حيال الأزمة في فنزويلا، في مونتيفيدو الأربعاء المقبل. وحاول غوايدو طمأنة الصين التي أقرضت فنزويلا 60 بليون دولار خلال العقد الماضي، وما زالت كراكاس مدينة لها بنحو 20 بليوناً، تدفعها من خلال شحنات نفط. وزار مادورو بكين في أيلول (سبتمبر) الماضي، وأبرم صفقات تتعلّق بالطاقة واستخراج الذهب. وقال غوايدو لصحيفة «ساوث تشاينا بوست» إن «دعم الصين سيكون مهماً جداً لتعزيز اقتصاد بلدنا ونموّها مستقبلاً»، مضيفاً: «نظراً إلى قدرتها التنافسية في السوق، تُعتبر الصين لاعباً أساسياً على الصعيد الدولي، ونرغب في إعادة إطلاق علاقاتنا معها، على أساس الاحترام المتبادل والتعاون. نحن مستعدون لبدء علاقة بنّاءة ومحاورة الصين في أقرب وقت». وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أنها «مستعدة للقاء جميع الأطراف في منتصف الطريق». وقال ناطق باسمها إن بكين وكراكاس «تتعاونان على أساس براغماتي منذ مدة طويلة»، وزاد: «مهما تغيّر الوضع، لن يتضرّر أيّ من ذلك». الى ذلك، شدد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس على أن «الوقت حان لوضع حدّ نهائي لديكتاتورية مادورو»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة ستواصل ممارسة ضغط ديبلوماسي واقتصادي، للتوصّل إلى انتقال سلمي إلى الديموقراطية». وحذّر من أن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة»، وتابع: «استبداد مادورو يجب أن يتوقف الآن، لا وقت للحوار، هذا وقت الفعل». في السياق ذاته، دعا وزير الخارجية البرازيلي إرنستو أراوجو الصين وروسيا إلى «رؤية الحقيقة في فنزويلا، وما فعله نظام نيكولاس مادورو وما سيواصل فعله إذا بقيت هذه الحكومة في السلطة». ووصف الوضع الاقتصادي في هذا البلد بأنه «إبادة جماعية صامتة»، معتبراً أن «مادورو لم يعد رئيساً» لفنزويلا.
مشاركة :