التعامل مع الواقع الافتراضي يختلف عن الحياة الحقيقية

  • 2/3/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

من خلال دراسة ظاهرة التثاؤب المعدي، تعلم الباحثون أن ردود أفعال الناس في الواقع الافتراضي يمكن أن تكون مختلفة تماما عما هي عليه في الواقع الفعلي. ووجد الباحثون أن التثاؤب المعدي يحدث في الواقع الافتراضي، ولكن ميل الناس إلى كبح التثاؤب عندما يكون لديهم شركة أو يشعرون بأنهم يخضعون للمراقبة لا ينطبق في بيئة الواقع الافتراضي. علاوة على ذلك، عندما يدرك الناس في الواقع الافتراضي وجود شخص معهم في الغرفة، فإنهم يوقفون تثاؤبهم. تصرفات وسلوكيات مختلفة تقول الدراسة التي نشرت في مجلة Scientific Reports، إن الواقع الافتراضي (VR) يمكن أن يكون نابعا بالحياة بشكل ملحوظ، لكن بحثا أجراه باحثون في جامعة كولومبيا البريطانية، وجد فجوة كبيرة بين كيف يستجيب الناس نفسيا في الواقع الافتراضي وكيف يستجيبون في الحياة الحقيقية. وقال الأستاذ في قسم علم النفس في الجامعة المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور آلان كينجستون: «يتوقع الناس أن تجارب الواقع الافتراضي تقلد الواقع الفعلي، وبالتالي تحفز أشكالا متشابهة من الفكر والسلوك، لكن البحث يظهر عكس ذلك، فهناك فصل كبير بين التواجد في العالم الحقيقي، والتواجد في عالم الواقع الافتراضي». تجربة التثاؤب المعدي استخدمت الدراسة الواقع الافتراضي لفحص العوامل التي تؤثر على التثاؤب، مع التركيز بشكل خاص على التثاؤب المعدي. التثاؤب المعدي هو ظاهرة موثقة بشكل جيد يتثاءب فيها الناس- وبعض الحيوانات- بشكل انعكاسي عندما يكتشفون التثاؤب في مكان قريب. وقد أظهرت الأبحاث أن «الحضور الاجتماعي» يردع التثاؤب المعدي. عندما يعتقد الناس أنهم يخضعون للمراقبة، فإنهم يتثاءبون بشكل أقل، أو على الأقل يقاومون الرغبة. قد يكون هذا نتيجة لوصمة التثاؤب في الأوضاع الاجتماعية، أو إدراكه في العديد من الثقافات كعلامة على الملل أو الفظاظة. وحاول الفريق العلمي إحداث تجربة التثاؤب المعدي في بيئة الواقع الافتراضي VR، وخلال التجربة وضع بعض الأفراد وهم يرتدون السماعات ونظارات الواقع الافتراضي وشاهدوا أشرطة لكثير من الناس وهم يتثاءبون. كانت التجربة تهدف إلى مدى إمكانية أن تصل عدوى التثاؤب إلى المشاركين. في النتيجة، بلغ معدل التثاؤب المعدي 38 %، وهو ما يتماشى مع معدل الحياة الواقية الفعلي والنموذجي الذي يتراوح ما بين 30 و 60 %. اكتشافات هامة وجد الفريق العلمي في هذه التجربة الافتراضية، حيث وجدوا أن التثاؤب كان له تأثير ضئيل على المشاركين، فقلة منهم تأثروا بذلك ووصلت إليهم العدوى الأمر الذي يعني أن المنبهات التي تثبط من التثاؤب في الحياة الحقيقية كانت موجودة على الدوام لدى هؤلاء المشاركين. وكان لوجود شخص في غرفة الاختبار تأثير أكثر أهمية على التثاؤب بحيث أن المشارك في بيئة الواقع الافتراضي قد تأثر بعامل خارجي في البيئة الحقيقية الأمر الذي كان له الأثر الأكبر في إيقاف أو كبح جماح الرغبة في التثاؤب. ويبدو أن الإشارات الاجتماعية في الواقع الفعلي تهيمن على تلك الموجودة في الواقع الافتراضي. الواقع الافتراضي وعلم النفس ذكر الباحثون في الدراسة أن استخدام الواقع الافتراضي كأدة في علم النفس أو في مجالات أخرى قد يعطي نتائج خاطئة أو غير موثوق بها. وقال كينجستون: «إن استخدام الواقع الافتراضي لفحص كيف يفكر الناس ويتصرفون في الحياة الواقعية، قد يؤدي إلى نتائج خاطئة بشكل أساسي. وهذا له آثار عميقة بالنسبة للأشخاص الذين يأملون في استخدام الواقع الافتراضي لتقديم إسقاطات دقيقة فيما يتعلق بالسلوكيات المستقبلية». على سبيل المثال، التنبؤ بكيفية تصرف المشاة عند المشي بين السيارات بدون سائق، أو القرارات التي سيصدرها الطيارون في حالات الطوارئ. قد تكون التجارب في الواقع الافتراضي ضعيفة مقارنة مع ما يحدث مع الحياة الحقيقية. وإذا أمكن سد الفجوة بين الواقع الافتراضي والحياة الواقعية، فسيكون العلماء قادرون على فحص الصلة بين الدماغ والسلوك والتجربة الإنسانية في الواقع الفعلي والواقعيات المتغيرة التي تمتد من مكان إلى آخر، كما يقول كينجستون.

مشاركة :