"محاصر مثلي".. سوريا أخرى بعيون مثقف مهموم بوطنه

  • 2/3/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعرض الفيلم الوثائقي “محاصر مثلي” للمخرجة السورية هالة العبدالله وجهة نظر المفكر والأديب فاروق مردم بك في الأحداث السورية والربيع العربي وغيرهما من القضايا عبر مشاهد مركبة تغزوها مشاعر إنسانية وعاطفية. بيروت - طرحت المخرجة السورية هالة العبدالله في فيلمها الوثائقي “محاصر مثلي”، رؤية للراهن السوري بعيون المثقف السوري ممثلا في المفكر والأديب المعارض فاروق مردم بك. وأطلع الفيلم، الذي عرض للمرة الأولى في بيروت، الخميس الماضي، المشاهد على سوريا التي تدور في خاطر فاروق مردم بك الذي مُنع من دخول بلده منذ 1975 وأقام في فرنسا التي أعطته جنسيتها في 1982. وسوريا في الفيلم (مدته 90 دقيقة) وفي فكر مردم بك الذي ناضل لأجل فلسطين وكان يعتبر فلسطينيا أكثر منه سوريا منذ الستينات، هي سوريا الكبرى التي تحضن لبنان وفلسطين من دون احتلالهما والمتوحدة مع مصر والتي تتقاسم همومها مع الجزائر وتونس وليبيا والعراق. ويتعرّف المشاهد من خلال عيون هذا المثقف بالمعنى الملتزم للكلمة، والمتعلق بجذوره والمفتون بتاريخ سوريا وحاضرها ومكنوناتها والمتابع عن كثب ليوميات الصراع والحراك فيها، على سوريا الجميلة والمكبّلة والمحاصرة في آن. وذلك عبر مشاهد مركبة تحمل في طياتها طبقات مكثفة لشخصية بطل الفيلم ولتاريخ سوريا، وهي مشاهد مشبعة بحس سينمائي وثائقي تغزوها مشاعر إنسانية وعاطفية. وتدخل الكاميرا إلى بيت مردم بك ومكان عمله والمقاهي التي يرتادها في باريس التي عاش فيها ثلثي عمره بينما عاش ثلث عمره المتبقي في الشام، فتخلق علاقة حميمة بين المشاهد والمثقف عبر خلفية تاريخية لحياته وبلده وجيله يرويها هو بلسانه. وتعرض مواكبته للأحداث العربية عن كثب من الخارج وعدم الانقطاع عن هموم سوريا وتفاصيلها، محاولا في الوقت ذاته إقامة علاقة متينة ووثيقة مع بلد الإقامة، أي فرنسا.

مشاركة :