الخرج نت – جمعه عبد الرحمن : مثل جميع الأدوية يمكن أن تكون للمضادات الحيوية آثار جانبية، في معظم الحالات لا تهدد الحياة، ولكن هناك أيضًا بعض الآثار الجانبية التى يمكن أن تكون خطيرة، وبعضها يمكن أن يكون غريبًا، وهنا يقدم الخبراء بعض الآثار الجانبية للمضادات الحيوية، التى يجب أن تعرفها وتراقبها. – مشاكل في الجهاز الهضمي: واحدة من أكثر الشكاوى شيوعًا للمضادات الحيوية هي المشاكل المعدية المعوية، مثل الغثيان والقيء والإسهال، وهناك حالة معروفة تسمى الإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية، ولعل شرب الكثير من السوائل وتجنب الأطعمة الغنية بالألياف، قد يساعد المرضى على التأقلم حتى ينتهوا من تناول أدويتهم، وإذا أصبح الإسهال شديدًا، يمكن أن يكون حالة أكثر خطورة، ويحدث هذا عندما يقتل المضاد الحيوي البكتيريا الجيدة في القناة الهضمية، ويمكن أن تتسبب هذه الحالة في الجفاف وتتطلب دخول المستشفى؛ لذلك راجع طبيبك إذا كنت تعاني من الإسهال المائي عدة مرات في اليوم. ويمكن للمضادات الحيوية أيضًا أن تسبب فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، التي يمكن أن تسهم في الانتفاخ والتشنج الذي يستمر حتى بعد التوقف عن تناولها، ويتطلب هذا النوع من العدوى عادة مضادات حيوية أكثر ولكنها مختلفة؛ لإعادة التوازن الطبيعي للبكتيريا في الأمعاء. – الصداع: الصداع أيضًا شائع مع استخدام المضادات الحيوية، فإذا كان لديك صداع ولا تعتقد أنه نتيجة الحرمان من النوم أو الحرمان من الكافيين، فمن المؤكد أنه قد يكون المضاد الحيوي الذي تتناوله هو السبب، وعادة ما يكون هذه الصداع بسيطًا ومؤقتًا، وطالما أنه لا يسبب ألمًا مبرحًا، فيمكن للمسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية المساعدة. – الحساسية لأشعة الشمس: بعض المضادات الحيوية هي محسسات ضوئية، ما يعني أنها تؤثر على كيفية تفاعل الجلد مع الأشعة فوق البنفسجية، وقد يؤدي التعرض لأشعة الشمس أثناء استخدام هذه الأدوية إلى زيادة خطر الإصابة بحروق الشمس والتقرحات والتقشير والتلف اللاحق لخلايا الجلد، وبعض هذه الأدوية يمكن أن تتفاعل أيضًا مع ضوء الشمس؛ لتسبب طفحًا واحمرارًا وحكة بمجرد 15 دقيقة من التعرض، لهذا السبب يجب تجنب الفترات الطويلة من التعرض للشمس، خاصة بين الساعة العاشرة صباحًا والساعة الثانية مساءً، مع ارتداء ملابس واقية من الشمس إذا كان هناك ضروة لقضاء وقت في الخارج. – تفاعل الأدوية: تشمل الأدوية التي يمكن أن تتفاعل مع المضادات الحيوية مذيبات الدم، مضادات الحموضة، مضادات الهيستامين، العقاقير المضادة للالتهابات، أدوية الصدفية، مدرات البول، مضادات الفطريات، الستيرويدات، أدوية السكري، مرخيات العضلات، أدوية الصداع النصفي وبعض مضادات الاكتئاب. كما يمكن أن تكون وسائل منع الحمل الهرمونية أقل فاعلية عند تناولها مع بعض المضادات الحيوية، وإذا تسبب مضاد حيوي في التقيؤ، فهناك احتمال بأن جسمك قد لا يمتص حبوب منع الحمل اليومية كما ينبغي. ويمكن أن تتفاعل المضادات الحيوية أيضًا مع الكحول فتؤدي للصداع، الاحمرار، سرعة ضربات القلب، الغثيان، والتقيؤ. – الالتهابات الفطرية: لأن المضادات الحيوية تغير التركيب البكتيري في أجسامنا، فإنها يمكن أن تتركنا عرضة للإصابة بأنواع مختلفة من الالتهابات والنمو الفطري، ويمكن أن تحدث هذه العدوى في الفم، الجلد، تحت الأظافر أو أظافر الأصابع، على سبيل المثال لا الحصر. ويمكن للمضادات الحيوية – خاصة إذا أخذت على المدى الطويل- أن تُزعج أيضًا التوازن البكتيري الموجود في مهبل المرأة، وهذا يمكن أن يغير درجة حموضته ويمكن أن يسهم في عدوى فطيرة، وكذلك يمكن للمضادات الحيوية أن تتسبب في ظهور نتوءات صغيرة على سطح اللسان تسمى الحليمات؛ لتصبح أطول وتحبس المزيد من البكتيريا والتبغ والطعام والخميرة، التي يمكن أن تسبب تغير لونه للأسود، ولحسن الحظ عادة ما تختفي هذه الحالة بعد وقت قصير من إيقاف الأدوية. – الحساسية المفرطة: بعض الآثار الجانبية الأكثر رعبًا والأخطر تنطوي على ردود الفعل التحسسية للمضادات الحيوية، وهي واحدة من الأسباب الأكثر شيوعًا للذهاب إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات، فقد تظهر على شكل طفح جلدي، تورم الشفاة، صعوبة تنفس، يمكن حتى أن يكون هناك تفاعل تحسسي كامل يحتاج محاولة عاجلة لإنقاذ حياة المصاب. هذه التفاعلات ليست شائعة، لكنها بالتأكيد شيء يجب الانتباه إليه وبشكل خاص إذا كنت لم تستخدم هذا الدواء من قبل، وعمومًا الحساسية من نوع واحد من المضادات الحيوية لا يمنعك من استخدام أنواع أخرى، ولكنها تعني أن عليك توخي الحذر حتى لا تستخدم أي مضاد آخر في نفس العائلة. – تلطيخ الأسنان: تشير بعض الأبحاث إلى أن بعض المضادات الحيوية يمكن أن تسبب تلطيخًا دائمًا أو تغير لون الأسنان الدائمة للأطفال، ونتيجة لذلك منذ عام 1970 وصفت جميع الأدوية في هذه الفئة بعلامة تحذير تنصح بعدم استخدامها في الأطفال دون سن الثامنة، كما أن رفض هذه الأدوية أثناء الحمل يرتبط بنفس السبب. – تضرر الأوتار: بعض المضادات الحيوية تعد خيارًا شائعًا لعلاج حالات مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية والتهابات المسالك البولية، لكن في السنوات الأخيرة، أدرك الأطباء أن هذه الأدوية تميل إلى إحداث تأثيرات جانبية أكثر خطورة من غيرها من فئات المضادات الحيوية، وبعض هذه الآثار تنطوي على ضرر للأوتار التي تربط العضلات بالعظام، بما في ذلك التهاب الأوتار واعتلال الأوتار أو حتى تمزقها، بالإضافة إلى تلف الأعصاب الدائم، ولذلك حسب التوصيات الطبية حول العالم يجب أن تستخدم فقط كخيار أخير. – الرؤية المزدوجة: قالت دراسة نشرت عام 2009 أن استخدام بعض أنواع المضادات كان مرتبطًا برؤية مزدوجة، ولأن هذه الأنواع من المضادات الحيوية ترتبط أيضًا بالتهاب الأوتار، فقد افترض الباحثون بأن الألم والتصلب في العضلات المحيطة بالعين قد يكون السبب وراء هذا التأثير الجانبي الإضافي أيضًا، كما أكدوا ضرورة إجراء فحص شامل واختبارات عصبية للمرضى الذين يظهرون هذه الأعراض لاستبعاد الأسباب الأخرى. – الاكتئاب والقلق: حسب الدراسات، كلما زاد عدد المضادات الحيوية التي حصل عليها الفرد خلال حياته، كلما ازداد احتمال الإصابة بالاكتئاب والقلق، ويشير الباحثون إلى أن المضادات الحيوية تغير تركيبة ميكروبيوم الجسم، ما قد يؤثر على المسارات العصبية والتمثيل الغذائي، والتي يمكن أن تؤثر جميعها على الصحة العقلية للشخص. وعمومًا يشير الخبراء إلى أن هذه الأسباب ليست سوى بعض ما ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار مع استخدام المضادات الحيوية، حيث إن التهديد المتنامي للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، والذي يغذيه جزئيًا الإفراط في وصف الأدوية هو خطر آخر يجب الانتباه إليه، حيث يفترض الكثير من الناس أن المضادات الحيوية آمنة، وأنها سحرية لعلاج أي شيء، لكننا بحاجة إلى التعامل مع الدواء المناسب بالجرعة والمدة المناسبة، مع وعي كامل بكل المخاطر المحتملة.
مشاركة :