المشاركون في مؤتمر أبو ظبي: الإمارات نموذج حي للتميز في إرساء ثقافة الإخاء والتسامح

  • 2/3/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .. افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك وزير التسامح اليوم “المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية” في قصر الإمارات بأبوظبي الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين بالتزامن مع الزيارة التاريخية لكل من قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف للإمارات وذلك بهدف تفعيل الحوار حول الأخوة الإنسانية وأهميتها ومنطلقاتها وسبل تعزيزها عالميا. ويسعى المؤتمر إلى التصدي للتطرف الفكري وسلبياته وتعزيز العلاقات الإنسانية وإرساء قواعد جديدة لها بين أهل الأديان والعقائد المتعددة، تقوم على احترام الاختلاف، وتساهم في إعادة بناء جسور التواصل والتعارف والتآلف والاحترام والمحبة، ومواجهة التحديات التي تعترض طريق الإنسانية للوصول إلى الأمان والاستقرار والسلام وتحقيق التعايش المنشود. حضر افتتاح المؤتمر معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة ومعالي زكي أنور نسيبة وزير دولة ووزراء ومسؤولين من داخل الدولة وخارجها وعدد من السفراء المعتمدين لدى الدولة وقيادات دينية وثقافية وشخصيات فكرية وإعلامية من مختلف دول العالم . وقال الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته الافتتاحية: ” يعتبر هذا المؤتمر بمثابة فعالية متعددة الثقافية قائمة على التسامح الذي يمكن ويشجع المحبة والحوار والتفاهم والاحترام. وسوف تؤسسون اتحادا عالميا يهدف إلى تحديد التحركات التي من شأنها التأكيد على القيم المشتركة ومحارية قوى التطرف والإرهاب المدمرة – الفقر، سوء التغذية، تدهور أحوال المرأة، إفساد البيئة، الأمية، الكراهية والتحامل، الجهل العلمي والتقني، الظلم وعدم وجود رعاية صحية ومحاربة فكرة الأخوة البشرية -.” وأضاف معاليه ” رأينا الحكمة في الإمارات العربية المتحدة ممثلة في شخص مؤسس دولتنا، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان بن نهيان والذي عرف باسم “حكيم العرب”.. كان زايد مفكر حر ومبدع، كان واسع المعرفة وكان دائم البحث عن الأفكار الجديدة ولم يتردد في التأقلم مع الحقائق الجديدة أو المتضاربة.. استطاع الشيخ زايد بهذه الطريقة أن يحكم على الأمور ببعد نظر وطور قدرة غير عادية على فهم الأمور المحيرة “. وأردف: ” تميزت قيادة الإمارات بالحكمة، إذ مثلت جزءا كبيرا من ثروتنا فقد قدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة قيمة الحكمة كما اهتموا بتنمية الصفات التي تعزز الأفعال الحكيمة”. وقال معاليه ” أقف أمامكم اليوم كوزير للتسامح في دولة الإمارات .. أقف أمامكم كرمز رسمي لالتزام بلادي بالتسامح كمكون أساسي لمجتمعنا.. أقف أمامكم كأدلة حية على التزامنا المستمر بالتسامح.. نحن نعلم أن التسامح لا يزدهر في غياب الإجراءات الحكيمة”. من جانبه أعرب معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية عن سعادته في المشاركة في هذا المحفل المهم كونه يجمع كوكبة من رجال الدين والخبرة الذين اجتمعوا من جميع أركان الأرض تحت سقف دولة الإمارات للمشاركة في تحقيق مبادئ الأخوة الإنسانية التي تتجاوز بجوهرها القبيلة وكل أشكال العصبية. وأكد أن الأديان ليست هي المسؤولة عن التطرف الذي شهده ويشهده العالم اليوم كون الرسالات السماوية حملها وطبقها بشر لذلك يمكن لهم أن يخطئون أو يصيبون. كما أكد معاليه أن التطرف هو موقف من الحياة فأصحابه يلغون الآخر بحجة أنهم يمتلكون الحقيقة كاملة ويجدون لأنفسهم أيضا أحقية التسيد على الآخرين. وشدد معاليه على أن الأخوة الإنسانية والتسامح هما صنوان لا يفترقان فالبشر مختلفون بالأفكار والعقائد والعادات ومفهوم التآخي الإنساني لا يهدف إلى تنميط البشر أو حملهم على إنكار ما بينهم من اختلاف فالاختلاف رحمة والرحمة تقودها فضيلة التسامح. ونوه معاليه إلى أن الإنسانية هي منهج وطريق حياة، ليست قيمة يكتسبها الإنسان بمجرد الميلاد، بل هي فضيلة يتعلمها ويمارسها، لذلك فقد قامت جمهورية مصر العربية بالاحتفال بقامات تاريخية ثلاث تمثل التسامح في أجمل صوره وهم أنور السادات والزعيم نيلسون مانديلا والرجل الحكيم الذي أسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن نهيان طيب الله ثراه كونهم قيادات ذات رؤية وبصيرة والنظرة الشاملة وقد قادوا بلادهم لمستقبل مشرق لتنعم به شعوبهم. كما ألقى الدكتور جيمس زغبي رئيس المعهد العربي الأمريكي كلمة قال فيها إن العالم اليوم يعيش بأوقات مقلقة جدا لأن هناك مجموعات تسعى لتحويل الدين إلى سلاح توجهه في وجه الآمنين وأن مجتمعات العالم اليوم باتت غير محصنة من هذا الأمر فالمسؤولية هي منوطة بالجميع لذلك يعد هذا المؤتمر في غاية الأهمية كون يجمع المئات من قادة الأديان لمناقشة سبل تعزيز التسامح والاحترام المشترك خاصة أنه يعقد في دولة الإمارات عاصمة التسامح والتي يشعر جميع قاطنوها والزائرين لها بالأمان الاستثنائي. وأكد سعادته أن هذه الفعالية هي فرصة جديدة لبناء العائلة الإنسانية عبر جميع ممثلي الأديان المجتمعين اليوم. من جانبه توجه نيافة الأنبا يوليوس أسقف عام بطريركية الأقباط الأرثوذوكس بالنيابة عن قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية بكلمة ألقاها على المؤتمرين توجه فيها بالشكر لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا والجهات المشاركة. وقال بأن فكرة المؤتمر تعتبر فكرة رائدة فعالة تساهم في ترسيخ قيم الإخاء والمحبة بين مختلف سكان الأرض وأن البشر من أصل واحد وأخوة في الإنسانية. وشدد على أن تعاليم السيد المسيح تدعو إلى المحبة والتعايش والتآخي كباقي الأديان السماوية. كما نوه نيافته بأن الكرامة الإنسانية هي ميزة منحها الخالق إلى أعضاء الأسرة البشرية الواحدة كوننا في قرية كونية نعيش فيها أسرة واحدة تجمعها مقومات أساسها الكرامة الإنسانية التي تفرض عليها العديد من الحقوق والواجبات. وقال إن التعايش السلمي هو الضمان الحقيقي للقضاء على مظاهر التطرف والعنف، ويتوجب علينا كجنس بشري بأن نبحث دائما على القواسم المشتركة قبل الاختلافات، وإقامة جسور التواصل بين المجتمعات كافة وتبني ثقافة الحوار والتسامح وقبول الآخر كونها أصبحت من الحاجات الملحة اليوم في عملية بناء الإنسان وغرسها في نفوس الأجيال الناشئة كي يتحملوا أعباء المسؤولية في المستقبل. وأضاف إن دولة الإمارات باتت اليوم نموذجا حيا للتميز في إرساء ثقافة الإخاء والتسامح وتحويلها إلى منهج حياة لتحقيق السلم العالمي. واختتم كلمته بأن هذا المؤتمر يعتبر من المبادرات الهامة التي تحقق قيمة المشاركة والسلام وأنها تعكس قيم الآباء المؤسسين لدولة الإمارات التي أسسها الشيخ زايد رحمه الله كونه كان قائدا ممتلئ بالحكمة والخير والإنسانية. وقال الدكتور أولاف فيكس تافيت الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي للاتحاد السويسري إن مجتمعات العالم اليوم أسرة بشرية واحدة وكل عائلة تمتلك العديد من الاختلافات والتحديات لكن ما يتجاوز هذه التحديات ويجعلها تشعر بالسلم والأمان هو الحب بمفهومه المتكامل؛ فالحب هو فضيلة، وبهجرها تصبح المخاطرة كبيرة، فبها وحدها فقط تتحقق مبادئ العدالة والسلام والوحدة والاتحاد. وأكد أن الأولوية اليوم التركيز على كيفية التعامل مع موضوع التطرف كونه حقيقة متوحشة وواحدة من أكثر السموم التي تدمر حياتنا بتبعات مميتة ومهدمة.. فالأخوة الإنسانية هي مهمة ورسالة إلهية تهدف للاعتراف بالآخر بغض النظر عن العرق أو اللغة أو الثقافة. وأضاف بأن العالم اليوم يعيش تحديات جمة تتطلب من الجميع الوقوف وقفة واحدة صريحة باسم الله ولصالح كل البشر من خلال إعلاء قيمة المواطنة وهجر جميع أشكال التمييز والعنصرية. وأكد علي الأمين عضو مجلس حكماء المسلمين في الجمهورية اللبنانية أن دولة الامارات هي أرض السلام والمحبة لما تجمعه من ثقافات وأعراق وبتنظيمها لهذا المؤتمر الذي يضم قيادات دينية عريقة بالتزامن مع زيارة قداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في هذا اللقاء التاريخي الذي يجسد القيم الروحية الداعية للسلم العالمي والاخوة بين جميع البشر. وأكد أن الدعوة للأخوة الإنسانية هو جوهر الديانات السماوية أجمعها وفحوى رسالاتها.. ونوه إلى أن وقوع الاختلافات في الماضي لا يمكن إنكاره غير أننا لا يمكن أن ننسبه للأديان فالحروب والصراعات لم تكن بسبب هذه الأديان ولكن بسبب أهداف أرضية وطمعا بالسلطة والسيطرة والنفوذ لا أكثر فالأديان لا تتحمل مسؤولية الحروب التي تخاض باسمها. وأكد سوامي برهمافيهاري كبير كهنة معبد سواميناريان سانساتا في كلمته في ختام فعاليات الافتتاح أن تحقيق السلام والتطور لا يمكن دون تحقيق الاخوة الإنسانية.. وتوجه بالشكر لدولة الإمارات على استضافتها لهذا المؤتمر الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين.. كما أكد أن تحقيق اقتصاد قوي والحفاظ على المناخ وغيرها من مناحي الحياة هي نظيرة بتحقيق الاخوة الإنسانية وبإعلاء أهمية البشر. وأكد أن المستقبل يأتي من الحاضر فالإمارات اليوم هي مثال لكل دول العالم كونها ترجمت ما نتحدث به اليوم إلى واقع فهي موطن لأكثر من 200 جنسية من مختلف الأعراق والأديان فالتسامح والقيم الإنسانية ليست عناوين فقط بل أفعال. وتتضمن أجندة المؤتمر وعلى مدار يومين سلسلة من جلسات النقاش وورش العمل التي تجمع مختلف الأديان السماوية والعقائد لترسيخ قواعد العقد الاجتماعي الذي تتفق عليه الإنسانية جمعاء. وسيشمل برنامج المؤتمر ثلاثة جلسات رئيسية تبحث في مجملها عن أفضل السبل لإرساء ثقافة السلم بديلا للعنف والنزاعات العقائدية والعرقية وترسيخ مفهوم المواطنة في مواجهة التطرف الديني.

مشاركة :