أكد سمو الشيخ ناصر المحمـد على مشاعر المحبة والتقدير التي تكنها الكويت للدنمارك، مشيرا «نحن لا ننسى موقفها المشرف إبان محنة احتلال الكويت عام 1990، والذي لم يكتف بالإدانة والشجب للاحتلال، والوقوف مع تحرير الكويت واستقلالها، بل ساهمت مملكة الدنمارك بقوات رمزية في معركة تحرير الكويت، ضمن قوات التحالف الدولي، وهو موقف سنظل نذكره طوال تاريخنا».وخلال استقباله لرئيسة البرلمان الدنماركي بيا كياسغو اليوم الأحد، قال المحمد «إننا لا نحسبكم أصدقاء فحسب، بل أصدقاء أوفياء، ولقد أكد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد هذا الموقف لرئيسة وزراء مملكة الدنمارك هيلي تورنينج، أثناء زيارتها للكويت عام 2015».وأضاف «إذا كانت هدف الزيارات الرسمية المتبادلة بين الدول في السابق هو تعميق العلاقات، وزيادة المصالح، فإننا في القرن الواحد والعشرين لم نعد نكتفي بذلك، بعد أن أصبح العالم قرية واحدة، فلقد برزت أهداف أخرى لتلك الزيارات، لا تقل أهمية عن الأهداف المعتادة، أهمها التبادل الثقافي والعلمي والتعليمي، والإهتمامات المشتركة بسلامة كوكبنا الذي نعيش فوقه جميعا، فهي اهتمامات تتجاوز الحدود الوطنية والإقليمية، وتسلط الضوء على مسؤوليتنا جميعا في الحفاظ على بيئتنا المشتركة، وسلامنا المشترك».وتابع «لأن عالمنا متنوع القوميات، ومتعدد الأديان والثقافات، ومتباين في جغرافيته، فإننا بحاجة لاكتشاف هذا التنوع والتعدد، والتعرف على القواسم الإنسانية المشتركة بيننا، في الفكر والدين والفنون والآداب والأغذية والفلكلور، وهذا لا يتم إلا بتبادل الزيارات مع بعضنا البعض، وسعينا جميعا نحو ترسيخ التعددية الثقافية في عالمنا اليوم، واحترام الديانات المختلفة، سواء التوراة والإنجيل وآخرهم القرآن الكريم وبقية الديانات الاخرى من أجل الحفاظ على مسيرة السلام العالمي واستمرارها».وأردف «في ديسمبر عام 2009 قمت بزيارة لبلدكم العظيم مملكة الدنمارك، مترأسا وفد دولة الكويت في مؤتمر أطراف معاهدة تغير المناخ، والذي عقد في العاصمة كوبنهاجن، وأود أن أبدي إعجابي الشديد ببلدكم وشعبكم الصديق، وأشيد بقصة النضال الذي قام به الشعب الدنماركي لتأسيس وطنه، منذ عهد الفايكانج وهم يجوبون البحار في سفنهم المتميزة، ومرورا بعهد هارالد الاول ملك الدنمارك، وعهد الملك فالديمار الثاني أحد أقوى ملوك شمال غرب أوروبا، وانتهاء بمملكة الدنمارك المعاصرة، والتي تتميز بين الدول الأوروبية باقتصادها المستقر، ونظامها التعليمي المتطور، وانتاجها الثقافي المتقدم».وقال «أود أن أشير إلى حضوري مؤتمر أطراف معاهدة تغير المناخ، فقد شهدت حواراتي الجانبية أثناء المؤتمر قلقا متناميا حول انخفاض درجات الحرارة في جزيرة جرين لاند، والتي هي أكبر جزر مملكة الدنمارك وأكبر جزيرة في العالم، إذ أن التغيرات المناخية باتت تشكل خطراً وتهديداً كبيرين على ثلوج جرين لاند، ولقد أزددت قناعة يومذاك، بأن القلق على جزيرة جرين لاند ليس قلقا خاصا بالدنماركيين فقط، لأنها جزء من وطنهم، بل هو قلق خاص بالإنسانية جمعاء لأنها كرتنا الأرضية التي نعيش عليها جميعا».
مشاركة :