لا دين للمتطرفين .. والفاشية تربط الإسلام بالإرهاب

  • 2/4/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عُقِدَت، أمس، خلال فعاليات اليوم الأول، ست ورش تحدث فيها مجموعة من المشاركين في مؤتمر الأخوة الإنسانية، وركزت على المسؤوليات المتداخلة بين أطراف متعددة لتحقيق الأخوة الإنسانية، وأدوار ومسؤوليات المنظمات الدولية والإنسانية، وكيف يمكن أن تجد الأخوة الإنسانية طريقها بين الشرق والغرب، وكيف يمكن أن تسهم الأخلاق الدينية في مواجهة التعصب، والفرص المتاحة لتعزيز الحوار ونبذ سلوكات الكراهية، حيث أكد المتحدثون أنه لا دين للمتطرفين وأن الفاشية تربط الإسلام بالإرهاب.فقد ترأس الدكتور محمد السماك، الأمين العام للجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار في الجمهورية اللبنانية، ورشة في منصة التسامح أكد فيها المتحدث القس الدكتور بوب روبرتس، قس كنيسة نورثوود الولايات المتحدة الأمريكية، أن التطرف ليس مرتبطاً بالإسلام، وأن الفاشية تربط الإسلام بالإرهاب، موضحاً وجود إرهاب «إسرائيلي»، وإرهاب مسيحي، وآخر بوذي، ولكن كراهية الإسلام منتشرة جداً خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا أمر خطر. وأضاف لا بد أن نكون متحفظين ومنتبهين في استخدام عبارة التطرف، ونرفض ما يعزز العنصرية بين الحضارات والديانات.وذكر القس بوب روبرتس، لقد قرأت كثيراً لغاندي، وأؤمن بالسيد المسيح، وتلقيت في حياتي كثيراً من النقد، وتعلمت أن أتقبله، ومن التحديات التي واجهتني أن بعض الجمعيات ترفض التبرع للأعمال الخيرية، وتقول لن نعطيكم المال إلا بشروط. وأضاف لا بد من مواجهة العنصرية والتطرف والإرهاب، ولا بد أن ننتقل من مرحلة العيش معاً إلى مرحلة العمل معاً، ولا بد أن يدرك الجميع أهمية القيم المشتركة والعمل من أجل الأخوة.وشارك في الورشة كل من الدكتور شارل سان برو، مدير عام مرصد الدراسات الجيوسياسية الفرنسي في باريس، والمعلم أمرتا سوراو بانندا بورى التلميذ الأول لطائفة نندا مائي بالهندوسية في الجمهورية الهندية. وأوضح الدكتور محمد السماك أن منابع وأسس الأخوة الإنسانية تنطلق عبر الجسور بين الجماعات الدينية، ومنها جسر التواصل والمعرفة، أما أهم جسر فهو الإيمان والروحانية. وأضاف أن هذه الورشة تتناول تجربة العيش المشترك في كل من الهند، وأمريكا، وفي الشرق الأوسط، مناطق مختلفة، ومجتمعات مختلفة، وعادات وتقاليد مختلفة، لكن المشترك بينها هو التعدد، فالهند تقدم تجربتها وأمريكا والمعاناة التي يواجهونها، ونتحدث نحن عن منطقتنا العربية الإسلامية، فالمشترك هو الكرامة الإنسانية، واحترامها واحترام التعدد على اعتبار أنه هبة إنسانية غير قابلة للإلغاء. وأوضح الدكتور شارل سان برو، أن السلام ضرورة ملحة للإنسان، ولا بد أن نشعر به يومياً، ويجب أن نتصدى لانعدام العدل، على سبيل المثال، ليس من العدل ما يحدث في فلسطين، فالغرب والإسلام لديهما قيم أفضل، ولا بد أن يتعاونا من أجل نشر الأخوة بين البشر. وقال امرتا سوارو بانندا بورى: المحبة والصبر، أساس القيم وإن مارستم المحبة والتسامح فكافة القيم ستأتي تباعاً، وعلى الأهل أن يكونوا قدوة ومثالا لأبنائهم.وعقدت في منصة التعايش ورشة بعنوان «مفهوم الأخوة الإنسانية» أدارها الدكتور سمير بودينار رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة في المملكة المغربية، وبحضور الشيخ أبو بكر أحمد المليباري، الأمين العام لجمعية علماء أهل السنة والجماعة بعموم الهند، وفضيلة الدكتور مصطفى تسيريتش، رئيس العلماء والمفتي العام في البوسنة والهرسك سابقاً، وفضيلة الدكتور أحمد عبد العزيز الحداد عضو مجلس حكماء المسلمين في الدولة، وأنيل كومار جين رئيس ومؤسس مؤسسة أهمسا «الديانة الجينية» في جمهورية الهند.وركزت الورشة على منطلقات الأخوة الإنسانية، ودور المؤسسات الدينية والعلاقة بين الأطياف المتعددة بين البشر، وشرح مفهوم الأخوة الإنسانية، وكيفية تقديمه إلى المجتمعات خاصة المجتمعات المحلية والتعامل مع التحديات الأساسية التي تواجه هذا المفهوم، حتى نرتقي وتصل الثقافة المجتمعية والسلوك.وتطرقت الجلسة إلى الحديث عن المؤشرات والمقاييس التي يمكن من خلالها معرفة تجربة المجتمع الإنساني للأخوة الإنسانية، وقال فضيلة الشيخ أبو بكر، نعيش في الهند بين العديد من الأديان، فهناك من يعبد البقر، وهناك من يعبد الشجر والحجر، مضيفاً انهم يعيشون سلمياً بلا خوف، أو عتاب، أو مخاصمة، لأن الإسلام علمنا التعايش السلمي. وأضاف أن المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان آل نهيان، طيب الله ثراه، غرس في أولاده وأبناء الإمارات، معنى التسامح والتعايش السلمي وقبول الآخر، وأن مقولات المغفور له نحو السلام تتردد في أذنه، للمسلم وغير المسلم، منوهاً بأن أصحاب السمو حكام الدولة انتهجوا نهج المغفور له. وتوجه بالشكر للقيادة الرشيدة في الدولة على هذه المبادرة التي أحيت مفهوم الإنسانية في العالم أجمع، حيث تتضمن العديد من الثقافات والديانات، وأن هذه المبادرة تؤكد على أن الجميع أدرك هذه القضية.

مشاركة :