الخرطوم :عماد حسن تعهد الرئيس السوداني عمر البشير أمس الأحد، بالعمل على تطوير المناطق الريفية في وقت يسعى لمواجهة التظاهرات المناهضة للحكومة في المدن والقرى منذ أسابيع. وتحرك الرئيس الذي أمضى ثلاثة عقود في السلطة لحشد أنصاره في البلاد في مسعى لمواجهة التظاهرات التي تشكل أكبر تهديد لحكمه. وتعهد البشير، خلال تجمع في ولاية شمال كردفان تم بثه عبر التلفزيون، بتوفير مياه شرب نظيفة في المناطق الريفية في أنحاء السودان وفتح مستشفى جديد في المنطقة. وذلك في أعقاب تدشين طريق طوله 340 كلم. وبعد ساعات، توجه البشير إلى حشد آخر حيث دعا الشباب والنساء للمساعدة في تنمية البلاد. وقال البشير، في قرية سراج بولاية شمال كردفان، إن «الشباب الذين فتحنا لهم الجامعات، عليهم الاستعداد ليواصلوا المسيرة ويبنوا السودان الجديد.في غضون ذلك، أعلن زملاء المعلم أحمد الخير عوض الكريم الذي توفي أثناء احتجازه في جهاز الأمن، إضراباً عن العمل بداية من أمس الأحد، لحين كشف ملابسات وفاته. وقال معلمون لأولياء أمور الطلاب، إنّهم معتصمون عن الدراسة، تضامناً مع موجة الغضب والحزن التي سادت أوساطاً عريضة إثر إعلان مقتل المعلم الخير. وقضى الخير وهو معلم بمدينة خشم القربة التابعة لولاية كسلا شرقيّ البلاد، إبان فترة احتجازه، وعقب اعتقاله بيومين، وتقول أسرته إنه مات نتيجة التعذيب، بينما تصر السلطات على أن الوفاة طبيعية. واندلعت التظاهرات في السودان في ديسمبر في أعقاب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف ما أطلق موجة غضب جراء تراجع الأوضاع المعيشية على مدى سنوات. وأطلق تجمّع المهنيين الذي يقود الحركة الاحتجاجية دعوات أمس الأحد، لتظاهرات جديدة في مدن الخرطوم الثلاث.على صعيد متصل، نفى قيادي بالحزب الحاكم تراجع الحزب عن سعيه لإعادة ترشيح البشير لولاية ثالثة على خلفية اتساع حدة الاحتجاجات والمواكب التي تطالب برحيله. ووصف عباس عبد السخي، لصحيفة «الجريدة» السودانية في عددها الصادر اليوم الأحد، ما يثار بشأن ذلك بأنه مجرد شائعات، مقللاً مما أثير بأن الوطني سيستجيب للضغوط الدولية خاصة الأمريكية، ولن يقدم البشير كمرشح له في انتخابات الرئاسة. كما نفى وجود أي تحركات تجرى حالياً داخل الحزب لاختيار بديل للبشير للدفع به في المؤتمر العام القادم للحزب الذي سيتم فيه إجازة مرشح الرئاسة بصورة نهائية. وأكد عبد السخي أنه حال بدأت مثل تلك التحركات فعلياً، فسوف يتم الإعلان عنها، مشدداً على أن قرار اختيار مرشح الرئاسة هو قرار مؤسسات وليس أفراداً.
مشاركة :