«فورين بوليسي»: التدخل الروسي استراتيجية أكبر من الأزمة السورية

  • 2/4/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أوضحت مجلة «فورين بوليسي» في تقرير صحفي نشرته مؤخراً، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعى من خلال تدخل بلاده في الأزمة السورية إلى تحقيق أهداف عدة تتجاوز رغبة الكرملين في الحفاظ على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وفقاً لما نقله موقع «سكاي نيوز عربية».وأوضح تقرير المجلة أن أفضل هدية حصلت عليها روسيا في «الكريسماس» كانت قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سوريا، مع أن ذلك لا يعني أن استراتيجية الكرملين قد تغيرت، لأن تلك الاستراتيجية كانت منذ البداية «أكبر من الأزمة السورية». ولعل أبرز ما أراده بوتين من التدخل في بلد يعتبر «حليفاً استراتيجياً» له في منطقة الشرق الأوسط، إعادة إظهار روسيا كقوة عظمى، فالتدخل كان فرصة كبيرة لروسيا لإثبات ذلك ولفرض نفسها كلاعب لا غنى عنه في الساحة الدولية، وأكد قرار الانسحاب الأمريكي ذلك، مما يجعلها قادرة على التحاور مع الاتحاد الأوروبي بزعامة فرنسا وألمانيا والإدارة الأمريكية في ملفات عديدة. وأيضا جاء التدخل الروسي في سوريا لإنهاء ما كان يسمى «العقدة الأفغانية»، إذ أدى تدخل الجيش السوفييتي في أفغانستان عام 1979 إلى مقتل أكثر من 15 ألف جندي روسي وتضاءل النفوذ الروسي لاحقاً، ولذلك قوبل إرسال قوات روسية إلى سوريا بحذر شديد في البداية لدى الكرملين خوفاً من تكرار الوقوع في «مستنقع جديد» في العالم الإسلامي. غير أن الإيجابيات المتوقعة تغلبت على «المحاذير»، إذ رأت موسكو أن هزيمة الجماعات المتشددة في سوريا سيخلص روسيا من «عقدة أفغانستان» ويعيد لها دورها العالمي الذي كان لديها إبان الحرب الباردة. وأيضاً من الأهداف التي أراد الرئيس الروسي تحقيقها عبر التدخل في الأزمة السورية، تقديم بلاده على أنها ستكون رأس الحربة في مواجهة «قوى الشر والإرهاب» في العالم، من خلال القضاء على تنظيم «داعش» في سوريا و«جبهة النصرة» المصنفة على قوائم الإرهاب الدولية. ورأت المجلة أن بوتين كان قادراً أكثر من غيره على فرض تسوية سياسية في سوريا، فهو قادر مع «مجموعة صغيرة من المستشارين» على التواصل وفرض الأفكار على دمشق، مع التواصل مع بقية القوى الإقليمية الفاعلة في الساحة السورية.

مشاركة :