قد يوحي مشهدُ عائلةٌ تنتظرُ وجبةَ الغذاء أمام كوخِها المتواضعِ بأن الأجواء طبيعية في هذه البقعة بالبرازيل. لكن انقلبت الحياةُ رأسا على عقِب منذ ما أطلقوا عليه كارثةَ يناير/كانون الثاني.انهارَ سدٌ في منجمٍ للحديدِ، بسببِ انزلاقٍ للتربة قربِ مدينةِ بيلو أوريزونتي،، أسفر عن مقتلِ وإصابة المئات، وذلك بحسبِ أجهزةِ الإنقاذِ البرازيليةِ. وتسبب انهيارُ السد في غمرِ مناطقَ واسعةٍ بالوحلِ ودمارِ العديدِ من المنازل،، ومنذ ذلك الحين، أصبحَت مياهُ النهرِ الجاري في القريةِ بُنيَّةَ اللون، لتسرب ستين مليون لترٍ من النفايات الموحلة. واعتاد سكانُ القريةِ على حياةٍ لا كهرباءَ ولا تكنولوجيا فيها، فالنهرُ هو شريانُ الحياةِ لهم، لذا فهم يواجهون صعوبةً بالغةً في التأقلمِ مع تلوثٍ يجعلُ نهرَهم غيرَ صالحٍ لأيٍ من ضرورات العيش. “إنه أمرٌ محزنٌ، لأن النهرَ هو مصدرُ عيشِنا، فيه نستحمُ ونغسلُ ومنه ونشربُ ونصطاد”. تتحدث جوسيليا جوسي البالغة من العمر 46 عاما، وتضيف “إنه أمرٌ سيّئٌ جدا، لقد بتْنا محرومين من السمك”. وحذّر الصندوقُ العالميُ للطبيعةِ من العواقبِ الوخيمةِ على البيئةِ ومجتمعِ السكان الأصليين لتلوثِ النهر. وما يزيد الطين بِلّة، أن القريةَ الأن تعتمدُ بشكلٍ شبهِ كاملٍ على مجهوداتِ المتطوعين،، حيث تخلو من الخدماتِ الطبيةِ اللازمة لرعايةِ من تبقى من السكانِ ولم يفر بعد انهيارِ السد المنجمي. وتعودُ أصولُ هذه القبيلةِ إلى ولايةِ باهيا في شمالِ شرق البرازيل. تقول أنتوينا “متى ينوون تنظيفَ النهر؟ متى يعودُ السمكُ مجددا إليه؟”. هذا، وأسئلةٌ أخرى ما زال أبناءُ القبيلةِ ينتظرون الإجابةَ عنها.
مشاركة :