منذ 30 عاما وسكان حي دغش في العاصمة المقدسة يلاحقون الخدمات الأساسية.. ومع الملاحقة لم يدركها السكان الذين قالوا إنهم ظلوا يلهثون طوال هذه السنوات بلا طائل، واستغربوا ما اعتبروه تجاهلا من جهات الاختصاص لمطالبهم وملاحقاتهم برغم أن الحي يحتل موقعا حيويا واستراتيجيا في وسط مكة المكرمة ولا يبعد عن الحرم المكي الشريف إلا ببضعة كيلومترات. الأهالي تحدثوا لـ«عكاظ» عما أسموها العشوائية التي تطغى على دغش مع تدن مريع وملحوظ في مستوى الإصحاح البيئي وتكدس المخلفات في شوارعه وأزقته وميادينه وهو الأمر الذي يهدد سلامة الأهالي، فالروائح الكريهة تنبعث من كل مكان والحشرات تجد ضالتها في أكوام وتلال المخلفات وحاويات القمامة ناهيك عن القطط والجرذان التي وجدت ملاذا في الحي العريق. كل هذه العوامل كما يقول السكان أثرت تأثيرا مباشرا في القيمة العقارية لمساكن دغش الأمر الذي دعا السكان الأصليين التفكير جديا في الرحيل والهجرة إلى أحياء الخدمات الأساسية في مختلف أنحاء مكة المكرمة. بنية مهترئة في مواسم الأمطار تتدفق المياه وتغطي كل الشوارع وتلحق الأضرار البليغة بالمساكن والمركبات وهو أمر يعود كما يقول الأهالي إلى سوء تنفيذ البنية التحتية في المخطط، ويحذر سلم القرشي أحد سكان الحي من تفاقم الوضع في دغش، مستغربا أن معاناتهم من غياب الخدمات التنموية مثل السفلتة والرصف والإنارة، وتكدس النفايات بكثافة لمدة أسبوع لا تثير ملاحظة الجهات المختصة. وأكد أن مطالباتهم المتكررة للجهات المختصة بالاهتمام بالحي لم تجدِ نفعا، لافتا إلى أنهم يعانون أيضا من الظلام الدامس الذي يخيم على الحي مع غروب الشمس، إلى جانب انتشار الفئران داخل الحي فضلا عن أسراب الحشرات المسببة للأمراض.وشكا القرشي من غياب عمال النظافة عن الحي ما يسهم في تدني مستوى الإصحاح البيئي، متمنيا تدارك الوضع وإنهاء معاناتهم في أسرع وقت. لا تعقب عبدالمطلوب اللهيبي يتفق في كل ما جاء به جاره في الحي ويضيف قائلا إن رياح التطور مرت دون أن تتوقف في حي دغش، ملمحا إلى أن أروقته تغص بالعديد من التجاوزات مثل انتشار الباعة الذين يروجون لأغذية لا تصلح للاستهلاك الآدمي، وأضاف «على الرغم من أن انتشار أولئك المخالفين في الحي بكثافة، إلا أنه لا توجد جهة رقابية تتعقبهم» كما أن الحي يفتقد العديد من الخدمات التنموية مثل الملاعب الخضراء والحدائق العامة وممشى يتنفس فيه الأهالي وقد أدى نقص مواقع الترفيه في الحي إلى تنزه السكان في الأحياء المجاورة في نهاية كل أسبوع. حسب الجدول وتساءل كل من سلطان القحطاني، حسين القرشي وفهد القحطاني: لماذا تغض أمانة العاصمة المقدسة الطرف عن المخطط ولماذا صمتت عن حاله لأكثر من 30 عاما حتى أصبحت شوارع الحي والأرصفة متهالكة؟. مؤكدين أنهم سئموا من الوعود التي تطلقها الأمانة دون تنفيذ مطالبين الجهات المسؤولة بالتدخل والنظر في أوضاعهم ووضع الحي المتدهور. في المقابل، أبلغ «عكاظ» الناطق الإعلامي في أمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني تعليقا على رأي السكان أن لدى الأمانة برامج لتوفير الخدمات في الأحياء كافة تنفذ وفق أولوية وترتيب مجدول، مشيرا إلى أن الأمانة لديها خطة لإعادة سفلتة وتنظيم جميع الأحياء والمخططات وإجراء جميع أعمال الأرصفة والإنارة وغيرها وفق جدول زمني.
مشاركة :