إذا خفت لا تقول، وإذا قلت لا تخاف

  • 2/17/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صدق من قال: إن بعض الناس تتحرك أفواههم أسرع كثيرا مما تتحرك عقولهم حتى أنهم يقولون أشياء لم يفكروا فيها بعد. وأصدق أو أكذب منهم هم الذين يقولون: إن أفضل وقت تمسك فيه لسانك، هو الوقت الذي تشعر فيه أنك ستنفجر إذا لم تقل شيئا انتهى وعن تجربتي الشخصية فمن النادر أن أحضر مجلسا من المجالس، إلا وتشنف أذني فيه أشكال وألوان وأنواع من (الافتراءات). وأذكر عندما كنت حاضرا في أحدها وقد تلوث الجو بكثرة (التقويلات والتأويلات) أن أحد العقلاء قد ضاق ذرعا مما يسمع من الحضور فقال: لو أننا استطعنا أن نضع رقابة حكيمة على ألسنتنا، لكنا أفضل مما نحن عليه، ثم تنهد قليلا وهو يتساءل: ولكن هل يمكن السيطرة على الألسن؟! فرد عليه أحدهم ساخرا: نعم، لو قطعناها وما إن سمعت أنا رده هذا حتى ناديت على المستخدم قائلا له وأنا أمزح: يا ولد هات السكين. وما هي إلا دقائق حتى تفاجأت بالمستخدم الساذج الطيب ينفذ طلبي ويأتيني فعلا بالسكين ويقدمها إلي، ولكي لا أكسفه تناولتها منه وأنا أضحك قائلا لمن يدعو لقطع الألسن: تعال لو سمحت مد لي لسانك، لكي أبدأ بك. يقترح الدكتور (جورد البورت) أستاذ علم النفس في جامعة (هارفرد) خمس وسائل دفاعية بسيطة تستطيع تجربتها يا عزيزي القارئ بدون أن تقطع أو تتعرض لقطع اللسان، وهي: 1- لا تتردد أن تسأل عن دليل يؤيد قصة أو شائعة تروى لك، فإذا لم يكن ثمة دليل ممكن، فدع القصة وارمها على جنب. 2- عليك أن تقدر موقف راوي القصة التي يدار حولها الحديث.. هل بينه وبين الشخص الذي تدور حوله القصة عداء أو تحيز؟! 3- تدبر جيدا فيما إذا كان موضوع ثرثرتك الذي يوشك أن تخوض فيه، يكشف عن شيء من دوافعك النفسية غير الخالصة أم أنك مجرد مصاب بضربة شمس؟! 4- تشكك في كل أنواع الثرثرة التي تعكس شيئا من النزاعات الهستيرية الجارية، سواء كانت اضطهادا عنصريا أو حملة انتخابية أو صراعا حزبيا. 5- اعرف جوانب الضعف فيك وواجهها بلا تردد أو وهن. يؤكد دكتور البورت: حين تكون من النضج بحيث تستطيع مواجهة نفسك، فستكتشف أنك من الممكن أن تحب نفسك فعلا بكل ما فيها من هنات وعيوب، ومن ثم لن تكون في حاجة إلى كبش فداء تمسح فيه أخطاءك. هم قالوا قديما: لسانك حصانك، إذا صنته صانك، وإذا خنته خانك غير أنني أنصح لكل من يقرأ كلامي هذا أن يتبع القول الآخر: إذا خفت لا تقول، وإذا قلت لا تخاف والله يعينك على النتيجة. عموما من الأفضل دائما أن يتساءل الناس قائلين عنك: لماذا لم يتكلم؟! من أن يقولوا لماذا تكلم؟! نقلا عن عكاظ

مشاركة :