الملك سلمان ومحمد بن زايد يعزّزان «الحراك الخليجي» لمواجهة أوضاع المنطقةالملك سلمان ومحمد بن زايد يعزّزان «الحراك الخليجي» لمواجهة أوضاع المنطقة

  • 2/17/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود محادثات في قصره في الرياض أمس (الإثنين) مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنها تناولت عرض آفاق التعاون بين البلدين، وسبل دعمها في المجالات المختلفة، وبحثت في التطورات في المنطقة والعالم. وكان خادم الحرمين الشريفين في مقدم مستقبلي ولي عهد أبوظبي لدى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي في العاصمة السعودية. وأقام الملك سلمان بن عبدالعزيز مأدبة غداء تكريماً للشيخ محمد بن زايد الذي رافقه وفد من كبار مسؤولي بلاده. وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، على حسابه في موقع «تويتر» أمس، أن آفاق التعاون بين البلدين، والتكامل بين دول الخليج، والدور الإيجابي لدول الخليج في المنطقة، وتعزيزه بالتواصل والتنسيق تصدر المحادثات بين الجانبين السعودي والإماراتي في الرياض أمس. وذكر في «تغريدة» أخرى أن الشيخ محمد بن زايد أكد «الدور السعودي الرائد للحفاظ على استقرار المنطقة وسط تحديات غير مسبوقة، وأن الرياض هي العمود الفقري لخليجنا العربي». وأضاف في تغريدة ثالثة أن «المحافظة على البيت الخليجي وتعزيزه وسط الرياح العاتية أولوية وغاية». وزاد أن اللقاء مع الملك سلمان بن عبدالعزيز «إيجابي ومشجع، فالهم واحد والرؤية مشتركة». وأكد قرقاش أن «ثقة الشيخ محمد بن زايد بالسعودية، بلداً وقيادة وشعباً، مطلقة، وأن «إدراكه لموقع المملكة المركزي في مستقبل خليجنا العربي جزء أساسي في توجهه السياسي». ووصف الوزير الإماراتي لقاء الجانب الإماراتي بخادم الحرمين الشريفين والقيادة السعودية بأنه «في غاية الإيجابية. وقال إن ذلك يؤكد «القراءة المشتركة للأحداث والرؤية المستقبلية». وهذه هي أول زيارة رسمية لولي عهد أبوظبي للسعودية منذ تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم في 23 كانون الثاني (يناير) الماضي. وتأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد بعد مرور أقل من يوم على قمة سعودية – كويتية عقدت في الرياض خلال زيارة قام بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للمملكة. كما جاءت زيارة ولي عهد أبوظبي بعد بضعة أيام من زيارة قام بها ولي ولي عهد السعودية النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز لدولة قطر، أجرى خلالها محادثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وحدا ذلك بمراقبين إلى اعتبار زيارات ولي عهد أبوظبي وأمير الكويت وولي ولي عهد السعودية دليلاً على حراك خليجي، في وقت تحدق فيه الأخطار بالمنطقة والعالم العربي. وأجريت لولي عهد أبوظبي بعد وصوله إلى الرياض مراسم استقبال رسمي. ولفت متابعون للشأن الخليجي إلى أن تصدُّر الملك سلمان بن عبدالعزيز مستقبلي الشيخ محمد بن زايد، بما انطوى عليه من كسر للتقاليد البروتوكولية، يمثل تأكيداً من خادم الحرمين الشريفين لأهمية الأواصر بين البلدين. كما كان في استقبال ولي عهد أبوظبي، ولي عهد السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وعدد من كبار المسؤولين السعوديين. وضم الوفد المرافق لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ومستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لأبوظبي الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، ونائب مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، ومستشار رئيس دولة الإمارات الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان، وعدداً من الوزراء وكبار المسؤوين من عسكريين ومدنيين. واعتبر محللون في الرياض وأبوظبي أن طبيعة تكوين الوفد المرافق للشيخ محمد بن زايد تشير إلى الأهمية التي توليها دولة الإمارات العربية المتحدة للعلاقات مع المملكة، وتمثل مصداقاً لرغبتها في تنسيق المواقف بين الجانبين في ظروف عصيبة تشهدها المنطقة، خصوصاً الانقلاب الحوثي في اليمن، والطموحات الإيرانية للهيمنة والتوسع، وبروز تنظيم داعش الإرهابي، ومساعيه إلى التمرد في أرجاء المنطقة العربية. وكان الشيخ محمد بن زايد زار المملكة في 24 يناير الماضي لتقديم واجب العزاء في فقيد العروبة والإسلام الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله. وأكد المحللان السياسيان عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور زهير الحارثي والإماراتي الدكتور علي بن تميم أهمية زيارة ولي عهد أبوظبي للرياض أمس (الإثنين). وشدد الحارثي على أن الزيارة أخرصت الألسنة، التي تلوك إشاعات عن ضعف العلاقات بين البلدين عقب تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم في المملكة. وقال: «أسكتت (الزيارة) هؤلاء الذين يروجون لإشاعات لدق إسفين بين البلدين». وأوضح الحارثي لـ»الحياة» أنه حضر اللقاء البروتوكولي بين الملك سلمان بن عبدالعزيز والشيخ محمد بن زايد، ولمس خلاله «الدفء الكبير الذي يعكس عمق العلاقات بين البلدين، وهو ما بدا في حرص الملك سلمان بن عبدالعزيز على استقبال ولي عهد أبوظبي لدى وصوله إلى مطار الملك خالد في الرياض أمس على رأس وفد كبير يضم ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وعدداً من القيادات السياسية والأمنية والعسكرية في المملكة». وأضاف أن «العلاقات بين البلدين تاريخية ومتجذرة وتتطابق في كثير من المواقف»، موضحاً أن «الرياض وأبوظبي تقومان في الفترة الراهنة بدور رئيس في تعزيز العمل العربي المشترك، وأخذ زمام المبادرة في حماية القضايا العربية، والدفع باتجاه قطع الطريق على أولئك، دولاً كانوا أو جماعات من أصحاب المشاريع الانتهازية التي تحاك ضد الأمة واستقرار دول المنطقة». وأكد أن «الرياض وأبوظبي تدعمان العمل الخليجي، وتعززان دوره، وتسهمان في ترسيخه ككيان صلب أثبت بقاءه على رغم العواصف»، مشيراً إلى أن التحديات المحدقة بالمنطقة تدفع البلدين للتنسيق والتشاور من أجل إحباط المخططات، سياسية كانت أو إرهابية. وأوضح المحلل السياسي الإماراتي ابن تميم أن «العلاقات التي تربط بين الرياض وأبوظبي هي عنوان للمرحلة والحقبة العربية الحالية»، مضيفاً في اتصال أجرته معه «الحياة» أمس أن «هناك تواصلاً قائماً بين البلدين لتوصيف المخاطر التي تحدق بالمنطقة العربية عموماً ودول الخليج خصوصاً»، مشيراً إلى أن استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بنفسه للشيخ محمد بن زايد لدى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض أمس، وحجم الوفد الكبير الذي رافقه يوضح حقيقة العلاقات بين الإمارات والسعودية، كما «يدحض الإشاعات المغرضة كافة التي طاولت العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة، كما أنه يدحض الكلام المغرض الذي يشير إلى أن السعودية ستغير تحالفاتها، وأثبت أنها مجرد إشاعات». وقال ابن تميم: «نذكر في هذا السياق مؤتمر القمة الحكومية الذي عقد في الإمارات خلال الأيام الماضية، وهو يعد أكبر حدث يجمع حكومات العالم، لنتوقف خلاله عند كلمة الشيخ محمد بن زايد في افتتاح المؤتمر لندرك ما يفسر قوة العلاقات بين البلدين، إذ قال ولي عهد أبوظبي إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يرحمه الله، كان محباً للإمارات ومحباً للإماراتيين، ثم نوه بالعلاقة التي تربط بين الملك عبدالله والشيخ زايد يرحمهما الله». وأشار في كلمته إلى «أن العزاء في رحيل الملك عبدالله هو تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز لمقاليد الحكم في المملكة، وأن المملكة في أيد أمينة، وأنه خير خلف لخير سلف، واصفاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بأنه رجل حكيم ومتمرس في الحكم منذ نعومة أظفاره، مشدداً على أهمية النقلة النوعية الكبيرة التي أحدثها الملك سلمان بن عبدالعزيز في إلحاق الجيل الجديد بالحكم في المملكة». وأضاف: «أن السعودية بعد رحيل الملك عبدالله، وتولي الملك سلمان، كان البعض يشير إلى أن اهتمامها وتركيزها سيكون داخلياً، لكن السعودية والإمارات تمثلان الآن ثقلاً وضغطاً سياسيا كبيراً لمنع التدهور السريع الذي يحدث في بعض الدول العربية وعلى رأسها اليمن وليبيا على وجه الخصوص». وشدد المحلل الإماراتي على أن «التحالف بين البلدين وعلى رغم التناغم الشعبي، إلا أنه يشهد تطوراً مؤسساتياً نوعياً يتطلع له الجميع». وقال إن «المخاطر المحدقة بالمنطقة لا تحتمل تسويفاً في العلاقات»، مضيفاً أن «اللقاء يشكل مرحلة جديدة لمواجهة هذه المخاطر، خصوصاً أنه يأتي بعد اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون، وبعد زيارة أمير الكويت إلى الرياض».

مشاركة :