الواقع الافتراضي.. تقنيات واعدة

  • 2/17/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

سواء كنا مستعدين أم لا، فإن الواقع الافتراضي قادم بلا شك، فالألعاب كانت محور خوذة الرأس «أوكيلوس ريفت» جهاز الواقع الافتراضي الذي أطلق الموجة الأخيرة من الاهتمام بهذه التقنية. بيد أن شركات حاليا مثل «سامسونغ»، وستوديوهات الأفلام السينمائية، وشركات جديدة ناشئة في وادي السليكون، شرعت تتنافس وتتسابق لإنتاج أنواع جديدة من الخبرات الفيديوية خاصة بالواقع الافتراضي، وفي بعض الحالات حتى الكاميرات التي تحتاجها لتصويرها. * نماذج مطورة ينبغي الشروع «من الفيديوهات، والألعاب ابتداء، والهواتف، ونظم التشغيل كل انتهاء، لكي يعمل الواقع الافتراضي»، كما يقول نيك دي كارلو، الذي يقود جهود «سامسونغ» في الواقع الافتراضي، الذي أردف معقبا: «إنه فعلا فجر عصر جديد». لكن في الواقع أين نحن من عملية التطوير هذه؟ إن أفضل خوذة رأس للواقع الافتراضي يمكن شراؤها حاليا هي «سامسونغ غير في آر» Samsung Gear VR، التي صنعت بالاشتراك مع «أوكيلوس» التي تتطلب أيضا هاتف «سامسونغ غالاكسي نوت 4» الذكي. وتعمل السماعة عن طريق إيلاج الهاتف في مقدمة النظارات، لكي يعمل ككومبيوتر وشاشة في الوقت ذاته. ولأغراض تجربة شاملة أكثر شمولا، قامت «غوغل» بإنتاج نموذج لنظام «غوغل كاردبورد» Google Cardboard الذي هو نظارة للواقع الافتراضي مصنوعة من ورق مقوى (كارتون) تناسب أي هاتف تقريبا. والنظام هذا شبيه بنظام «غير في آر» تقوم بإدخال الهاتف في السماعة للشروع بالتشغيل. وتقوم شركات قليلة ببيع هذا النظام بشكل جاهز سلفا مقابل 10 إلى 45 دولارا، أو يمكن متابعة إرشادات «غوغل» وتشييد نظامك الخاص بك من المواد المتوفرة الجاهزة. وكانت «مايكروسوفت» قد قامت أخيرا بالإعلان عن سماعة للواقع المعزز تدعى «هولو لينز» HoloLens،. والواقع المعزز هو مختلف قليلا من الواقع الافتراضي، نظرا لأنه يضع العناصر الافتراضية فوق العالم الحقيقي الواقعي، بدلا من أن يأخذك إلى تجربة احتوائية بالكامل. وكانت «غوغل» قد استثمرت أكثر من 500 مليون دولار في «ماجك ليب»، الشركة التي تعمل أيضا على تقنيات الواقع المعزز. وحال تجربتك بعض الواقع الافتراضي، رغم وجود بعض المآخذ والعيوب، يمكن التصور أن مشاهدة الفيديوهات القصيرة، وممارسة بعض الألعاب، أو التفاعل مع الأصدقاء قد يكون مسليا جدا، وغامرا، وينقلك إلى عالم جديد. إنه فعلا شكل جديد من أشكال التسلية حال وجود شيء جديد للمشاهدة. * تقنية للأفلام ويبدو أن محتويات الواقع الافتراضي مقبلة، فقد تميزت أخيرا مهرجانات «ساندينس فيلم فيستفال» على سبيل المثال بلائحة من أفلام الواقع الافتراضي، التي شملت برامج إخبارية غامرة من «فايس»، فضلا عن فيلم مصاحب قصير للفيلم السينمائي «وايلد» من إنتاج «فوكس سيرتشلايت بيكشرس» يتيح للمتفرجين الوقوف في ممر قرب بطل الفيلم رييس ويذرسبون. وقد جرى توزيع 8 آلاف سماعة «غوغل» مصنوعة من الكارتون للمشاهدين. وكانت «أوكيلوس» قد أعلنت عن قسم جديد داخل الشركة يدعى «ستوري ستديو» مكرسا لإنتاج أفلام الواقع الافتراضي التي يقوم ألكومبيوتر بإنتاجها، والتي تتجاوب مع ما يقوم به المستخدم. وقد عرض في مهرجان «ساندينس» المذكور فيلمه الأول، الذي كان عبارة عن مشروع يدعى «لوست» الذي تتغير فترة عرضه، وفقا إلى ما يقوم به المشاهد في سياق هذه التجربة. ويقول جايسون روبن مدير قسم المحتويات في «أوكيولوس» إن شركته ستستمر في العمل على تطوير الألعاب، وغيرها من محتويات الواقع الافتراضي، علاوة على الفيديوهات التي هي من إنتاج الكومبيوتر. وأضاف في حديث نقلته «نيويورك تايمز» أن «التسلية والترفيه سيظلان حجر الزاوية على المدى القصير» في عملية تطوير الواقع الافتراضي. «أما على المدى الطويل، فسيكون لهذا الواقع إمكانيات كبيرة على صعيد التعليم والثقافة، والهندسة المعمارية، والسياحة، والتسلية هي البداية، وليست نهاية المطاف»، كما يضيف. بيد أنه لإنتاج مثل أعمال التسلية هذه، هنالك حاجة ماسة إلى أجهزة وعتاد جديد. وهذا ما تحاول القيام به بعض الشركات الجديدة الناشئة في وادي السليكون. وإحداها تقع في بالو ألتو في كاليفورنيا، وتدعى «جاونت في آر» التي أصدرت فيلما قصيرا عن وحش ما في معرض «ساندينس» الأخير يدعى «كاييجو فيوري» ألذي أنتج بالاشتراك مع ستوديوهات «نيو ديل ستوديوز». وتستخدم هذه الشركة كاميرا بزاوية 360 درجة، التي تستخدم بدورها 16 عدسة «غو برو» ثقيلة معدلة موجودة داخل هيكل مطبوع بالأبعاد الثلاثة، لتصوير أفلام وأحداث حية، مثل الحفلات الموسيقية. وقام مهندسو الشركة بكتابة برمجيات يمكن أوتوماتيكيا وصل صور جميع هذه الكاميرات معا، وبالتالي قيام «جاونت في آر» بإنتاج تطبيقات يمكنها تسليم المحتويات للسماعات المختلفة. وذكرت شركة «جاونت» أن خطوتها التالية تشييد كاميرا راقية متطورة يمكن الترخيص باستخدامها، أو تأجيرها لصانعي أفلام الواقع الافتراضي في المستقبل. وبعض هذه الأفلام يمكنها الظهور في «ميلك في آر»، وهي خدمة أعلنتها «سامسونغ» في المعرض الدولي لإلكترونيات المستهلكين الأخير، التي من شأنها تسليم فيديوهات حية وتنزيلها من الواقع الافتراضي لمالكي سماعات «غير في آر». وكانت «سامسونغ» قد أعلنت في المعرض الأخير عن شراكة مع «دايفيد ألبرت»، المنتج التنفيذي لمسلسل «ذي ووكينغ ديد». وكان ألبرت قد أعلن أن ستوديو «سكايباوند» سيقوم بإنتاج سلسلة من الفيديوهات الخيالية لحساب هذه الخدمة من دون الكشف عن أي تفاصيل إضافية. كذلك أعلنت «سامسونغ» عن شراكة مع «ريد بل ميديا هاوس»، والجمعية الوطنية للاعبي كرة السلة من بين اتفاقيات أخرى كثيرة. وعلى الرغم من هذه العجلة، فلا يزال الواقع الافتراضي بعيدا عن غالبية الناس لسنوات. فبث الأحداث الحية أمر متطلب وجسيم. فملفات الفيديو التي تقوم الكاميرات ذات العدسات الـ16، أو أكثر، العالية التحديد بإنتاجها، هي ملفات كبيرة تتطلب مئات من الغيغا بايت، لذلك ثمة حاجة ماسة إلى تقنيات جديدة بغية تحريك مثل هذا الكم الكبير من البيانات.

مشاركة :