استقطبت الفعالية، التي امتدت على مدار ثلاثة أيام، كوكبة بارزة من الشخصيات القطرية والدولية، والعلماء، والباحثين، والمفكرين، الذين شاركوا خلال المؤتمر في حوار أكاديمي حول مشروع النهضة لمالك بن نبي، الذي طُرح للنقاش في سياق القوانين العالمية (السنن)، التي أدرجها في منهجيته، ودراسته للظواهر الفكرية، والثقافية، والاجتماعية، والحضارية. وعلّق الدكتور أحمد مجاهد عمر حسنه، رئيس جامعة حمد بن خليفة، على المؤتمر بقوله: «هذا المؤتمر هو فرصة ملائمة لجامعة حمد بن خليفة وكلية الدراسات الإسلامية للاحتفاء بالذكرى السبعين لنشر هذا الكتاب، الذي بشّر بولادة مشروع فكري كبير. وقد قيّم الحاضرون السُبل التي يُمكننا من خلالها تطبيق مشروع بن نبي، في ظل ظروفنا الحالية، لتحقيق التقدم الحضاري المنشود». وأضاف الدكتور حسنه: «تحرص جامعة حمد بن خليفة على توفير منبر لفهم الدراسات المعاصرة من خلال منظور تاريخي. ومن جهتها، تستثمر كلية الدراسات الإسلامية بالجامعة في عملية التجدد والتطور الإسلامي، وجهود الإصلاح في المنطقة وخارجها». اُستهل اليوم الأول للمؤتمر بملاحظات افتتاحية للدكتور حسنه، تبعتها حلقة نقاش ضيوف الشرف التي أدارها الدكتور عماد الدين شاهين رئيس المؤتمر وعميد كلية الدراسات الإسلامية، وشارك فيها معالي داتوك سري أنور إبراهيم نائب رئيس الوزراء الماليزي الأسبق، ومعالي الدكتور أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي الأسبق، والشيخ راشد الغنوشي المؤسس المشارك لحزب النهضة التونسي. واقترح الدكتور عماد الدين شاهين «تبني مشروع النهضة، وأن تكون مدن الدوحة واسطنبول وكوالالمبور وتونس نواة له، والدوحة نقطة الانطلاق، وعقد مؤتمر للنهضة كل عام أو عامين، من أجل تطوير برامج تطبيقية للنهضة يتم من خلالها إدماج الشباب وهيئات المجتمع المدني والأهلي». وأضاف: «تسعى رؤية كلية الدراسات الإسلامية إلى إيجاد صلة بين الأفكار الإسلامية والواقع، وتطوير حلول تطبيقية للتحديات التي تواجهها المجتمعات المسلمة اليوم. ومن هنا، فنحن في غاية السعادة لاستقطاب كبار العلماء لمشاركة معرفتهم بآراء بن نبي في مجال الفكر الإسلامي، والبناء عليها من أجل تطوير هيكلية معاصرة تسمح بنهضة جديدة». واستكشفت الفعالية فكر بن نبي وأعماله من خلال الأوراق البحثية التي قدمها علماء كبار حول مسائل الإيمان، والمنهج، والمصطلح، والذاكرة، والتاريخ، والثقافة، والحرية، والوحدة، والتنمية، والمستقبل، والعلاقة مع الحضارة الغربية. وتُعد جامعة حمد بن خليفة جامعة متعددة التخصصات، ترتكز على أسس الابتكار، والتميز، والإنسان، والشراكة، وتدفعها الشراكات الاستراتيجية، وبرامج الدراسات العليا، مما يوفر لطلابها تجربة تعليمية شاملة.;
مشاركة :