قالت مجلة «ناشيونال إنترست» الأميركية، إن تزامن انتهاء الصراع السوري مع تصعيد المواجهة بين إسرائيل وإيران ليس مصادفة، مضيفة أن التصعيد يأتي في ضوء الانسحاب الأميركي من سوريا، وتباطؤ وتيرة الحرب ضد «تنظيم الدولة»، وهو ما يهدد باندلاع صراع إقليمي أوسع نطاقاً يشمل روسيا، التي توفر الحماية لنظام الأسد.وأضافت المجلة في تقرير لها، أن إسرائيل غير معنية بتحذيرات روسيا بعدم شنّ غارات داخل أراضي سوريا، وتصرّ بدعم من واشنطن على أنها ماضية في استهداف الميليشيات الإيرانية هناك، ووقف قوافل نقل السلاح لحزب الله اللبناني. واعتبرت أن الغارات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا وردود طهران الانتقامية عليها ثم رد إسرائيل مجدداً، هو أخطر اشتباك علني بين الطرفين منذ بداية الحرب السورية، مشيرة إلى أنه كان متوقعاً، خاصة مع تعهد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بأن تل أبيب لن تقبل بتمركز طهران في سوريا، ونشر قواعد عسكرية لها هناك. ولفتت المجلة إلى دخول روسيا على ساحة المواجهة مع إسقاط طائرة لها فوق سوريا أثناء تنفيذ إسرائيل غارات ضد حزب الله، وهو ما دفع موسكو لنشر صواريخ أس-300 هناك، غير أن الروس لا يرون أنفسهم مدافعين عن مصالح إيران، بل عميلهم بشار الأسد فقط. واعتبرت «ناشيونال إنترست»، أن كشف إسرائيل عن تنفيذها آلاف الغارات الجوية ضد أهداف إيرانية داخل سوريا، وإعلان تل أبيب عن حجم ومدى تدخلها الجوي فوق سوريا، يرسم صورة لحرب كبيرة كانت تجري في ظلال الحرب الأهلية السورية والحرب ضد «تنظيم الدولة». ولفتت إلى أن تدخل إيران في سوريا كان في البداية يهدف لدعم نظام الأسد عبر الميليشيات، وتقديم الحرس الثوري المشورة له، لكنه تطور لاحقاً إلى فتح خطوط إمدادات الأسلحة الإيرانية لحزب الله، وبناء قواعد عسكرية ومخازن أسلحة، مستفيدة بذلك من الصراع السوري لترسيخ وجودها. وأوضحت المجلة أنه مع خروج الصراع بين تل أبيب وطهران من الظل، باتت إسرائيل أقل حرجاً من الحديث العلني عن تنفيذ غارات ضد إيران، وأنها لا تكترث بتحذيرات روسيا في سبيل الدفاع عن أمنها القومي. ولفتت المجلة إلى أن استقرار سوريا الناجم عن تقارب عدة دول عربية مع نظام الأسد، واحتمال عودة دمشق للجامعة العربية، سيضع الغارات الإسرائيلية تحت تدقيق أكثر، مشيرة إلى أن إيران تشعر الآن بعد نصف عقد من الحرب، أنها لن تخرج فقط من الصراع بدون خسائر كبيرة، ولكنها ستخرج أيضاً بنفوذ أكبر. وختمت المجلة بالقول، إن حديث إسرائيل علانية عن غاراتها داخل سوريا، وإصراراها على انسحاب القوات الإيرانية من هناك يُعد مقامرة معقدة، لأنه سيطرح أسئلة عن كيفية تنفيذ تل أبيب لتلك المهمة.;
مشاركة :