دعا العراق الدول العربية لا سيما المجاورة منها إلى أن تحذو حذو إيران في الانفتاح على العراق في الميادين الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وذلك بالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها إلى بغداد حاليا النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري. وقال المتحدث الإعلامي باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي رافد جبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «أبرز الملفات التي تمت مناقشتها مع الجانب الإيراني خلال هذه الزيارة هي الملفات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية»، مبينا أن «مذكرات تفاهم وقعت مع مجموعة كبيرة من الوزارات في البلدين مثل التجارة والزراعة والصحة والإسكان والإعمار والبيئة وغيرها بهدف خلق علاقة اقتصادية متينة من شأنها توفير بيئة آمنة للاستثمار بين البلدين ورفع مستوى تبادلهما التجاري». وردا على سؤال بشأن ما إذا كان الملف الأمني قد هيمن على أجواء الزيارة، قال جبوري إن «إيران دولة جارة ولها مصالح في العراق ويهمها استقراره لأنه جزء من عملية الاستقرار الإقليمي وهناك بالتأكيد تفاهمات وتنسيق على المستوى الأمني وهو ما سيتم بحثه وتعزيزه، لكن ما أود التأكيد عليه هنا أن أهمية هذه الزيارة تأتي من وجهة نظرنا مما حققته في الجانب الاقتصادي حيث تحققت قضايا ملموسة من خلال توقيع مذكرات التفاهم». وبشأن ما إذا كان ذلك يأتي في إطار الخطة الاستراتيجية التي أعلنها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأسبوع الماضي بشأن دعم القطاع الخاص، قال جبوري إن «ما تم الاتفاق عليه هو بين دولتين وفي إطار اختصاص الوزارات القطاعية وبالتالي لا علاقة له بالخطة الاستراتيجية التي تستمر حتى عام 2013»، مبينا أن «الشركات الإيرانية موجودة بقوة في العراق وهناك معرض إيراني يقام حاليا في معرض بغداد بالتزامن مع هذه الزيارة ويتضمن عرض المنتجات الإيرانية». وأوضح جبوري أن «العراق يريد للعرب أن ينفتحوا على العراق اقتصاديا واستثماريا وأن لا يبقى ذلك حكرا على الشركات الإيرانية والتركية»، لافتا إلى أن «هناك مناطق آمنة في العراق يمكن الاستثمار فيها كما أن الانفتاح بحد ذاته ومن قبل الجميع وعدم اختصاره على جهة دون أخرى من شأنه أن يحقق التوازن». وقال جبوري «إننا نوجه الدعوة للدول العربية وبخاصة المجاورة وفي المقدمة منها المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات للدخول إلى السوق العراقية الواعدة التي ترحب بدخول أشقائها العرب إلى العراق وأن يكون لهم حضور في الجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وغيرها». وحول افتتاح المعرض الإيراني التخصصي في معرض بغداد الدولي أمس بمشاركة 260 شركة في مختلف الاختصاصات ولمدة ثلاثة أيام، قال الوكيل الأقدم لوزارة التجارة العراقية وليد الموسوي بأن «سياسة العراق مبنية على الانفتاح على جميع الدول لبناء علاقات إيجابية في الجوانب الاقتصادية والصناعية وبالخصوص مع الجارة إيران لما تمتلكه من صناعة متطورة»، لافتًا إلى أن «العراق وإيران يرتبطان بروابط أخوية إضافة إلى التقارب الكبير بين الشعبين». وأشار الموسوي، إلى أن «الجانبين سيوقعان الكثير من مذكرات التعاون خلال المدة المقبلة تشمل القطاعات المختلفة»، داعيًا الجانب الإيراني إلى «إقامة معارض أخرى في العراق لجميع الاختصاصات». من جانبه، قال نائب وزير الصناعة الإيراني صالح نيافي بأن «إيران تسعى من خلال هذا المعرض إلى توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والصناعي مع العراق وتقديم عرض مفصل للمنتجات الإيرانية». وأكد نيافي، أن «إيران تسعى إلى إنشاء معامل ومصانع داخل العراق بالاتفاق مع الحكومة العراقية»، مقدمًا شكره «للقائمين على المعرض لتقديمهم كل التسهيلات للشركات المشاركة».
مشاركة :