دفعت قوات الأمن والقوات العسكرية المشتركة بنحو 2000 جندي إلى مختلف المناطق المحررة في الساحل الغربي، ضمن الجهود الرامية لتعزيز الأمن والاستقرار، وإحباط أي محاولات إرهابية وإجرامية تستهدف زعزعة تلك المناطق، وتطبيع الأوضاع فيها عقب تحريرها من سيطرة ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران. وانتشرت القوات الأمنية والعسكرية في مداخل ومخارج المدن المحررة وعلى طول الشريط الساحلي الغربي، وجاءت هذه التحركات ضمن التوجهات الرامية لتشديد الأمن في المناطق المحررة عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة المخا قبل أيام بدراجة مفخخة، وراح ضحيته 26 مدنياً بين قتيل وجريح. وعادت الحياة إلى طبيعتها في شوارع مدينة المخا، وإلى السوق العام الذي شهد التفجير الإرهابي وسط انتشار أمني وعسكري ضمن الخطة الشاملة التي أطلقتها القوات المشتركة، بدعم وإسناد من التحالف العربي، لتعزيز الاستقرار في المدن المحررة الواصلة من باب المندب إلى محافظة الحديدة. وبحسب مصادر أمنية، فإن قوات التحالف العربي والأجهزة الأمنية والاستخباراتية تعمل على تعقب وكشف خيوط العملية الإرهابية الجبانة، وأنه سيتم خلال الأيام المقبلة الإفصاح عن الملابسات والتفاصيل كافة، والجهة المنفذة، وطريقة التنفيذ وإعلانها للرأي العام المحلي والدولي. ومن جانبه، أكد المتحدث الرسمي لألوية العمالقة في الساحل الغربي مأمون المهجمي لـ«الاتحاد» أن القوات التي انتشرت تأتي إضافة إلى القوات التي كانت موجودة سابقاً، وتقوم بعملية تأمين المناطق المحررة، موضحاً أن القوات بدأت بالانتشار في مدينة المخا وبمداخلها ومخارجها وعلى طول الطرقات الرئيسة والفرعية لتعزيز الأمن وترسيخه، وإفشال أي مخططات إجرامية وإرهابية تسعى لتنفيذها الميليشيات الحوثية بالمناطق المحررة. وأضاف المتحدث باسم ألوية العمالقة أن «الحوثيين منظمة إرهابية نتيجة الجرائم البشعة التي ارتكبتها وترتكبها حتى اللحظة بحق المدنيين في الحديدة والقرى الساحلية المحررة»، لافتاً إلى أن الميليشيات تستهدف بشكل يومي المدنيين في حيس والتحيتا والدريهمي والقرى والمناطق المحررة في الحديدة، ضمن أعمالها الجبانة في سفك دماء الأبرياء، ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في تلك المناطق المحررة. وأكد أن قوات الأمن والقوات العسكرية والمقاومة المشتركة، وبدعم وإسناد من التحالف العربي، ماضية في الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه إقلاق الأمن والأمان والاستقرار والسكينة العامة في المخا ومناطق الساحل الغربي كافة، وستجفف منابع الإرهاب بكل أشكاله. وفي سياق آخر، خاضت قوات الجيش اليمني معارك عنيفة، أمس، ضد ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران في جبهة «الأقروض» جنوبي تعز. واندلعت المعارك عقب محاولة الميليشيات الحوثية التسلل إلى مواقع قوات الجيش في «تبة الرضعة» بعزلة «الأقروض» المحاذية لمديرية «دمنة خدير» بريف تعز الجنوبي. وأجبرت قوات الجيش العناصر الانقلابية المهاجمة على التراجع تحت نيران أسلحتها الثقيلة والمتوسطة، وكبدتها خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وأسر أحدهم. وهذه المعارك التي استمرت لساعات عدة، تمكنت قوات الجيش من خلالها من إحباط عملية التسلل، وشن هجوم معاكس على المواقع التي كانت الميليشيات الحوثية قد حاولت التمركز فيها، واستعادتها بالكامل. ونفى مصدر عسكري في «اللواء 35» ما تروج له الميليشيات في إعلامها من سقوط جبهة «الأقروض»، مؤكداً أن قوات الجيش تتمركز في مواقعها كافة بالجبهة، بما فيها المواقع التي حاولت عناصر الميليشيات التسلل إليها. وتشهد جبهات عدة في تعز تصعيداً عسكرياً للميليشيات الانقلابية، يتخلله قصف عشوائي يطال الأحياء السكنية في المدينة، ويخلف أعداداً من الضحايا. إلى ذلك، شنت مقاتلات التحالف العربي، أمس، غارات جوية عدة، استهدفت بها تجمعات لميليشيات الحوثي في مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء. واستهدفت الغارات تجمعات الميليشيات في منطقة «حريب نهم»، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفها وتدمير دبابة تابعة لها. وفي غضون ذلك، قصفت مدفعية الجيش اليمني تعزيزات للميليشيات، كانت في طريقها إلى الجبهة.
مشاركة :