شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان يبرمان وثيقة «السلام والتعايش» بين الأديان

  • 2/5/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أبرم شيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الفاتيكان فرنسيس وثيقة عالمية للسلام والتعايش بين أبناء الأديان المختلفة، على هامش مؤتمر «الأخوة الإنسانية» في العاصمة الإماراتية أبو ظبي. وتتضمن الوثيقة بنوداً تعزز الحوار والتقارب بين الديانات المختلفة، وتكتسب أهميتها بعد طغيان الحياة المادية والخطاب العنصري بين الطوائف خلال الفترة المقبلة. واعتبر شيخ الأزهر في كلمته أن «وثيقة الأخوة الإنسانية حدث تاريخي»، مشيراً إلى أن «هجمات سبتمبر استخدمت لتشويه صورة المسلمين، رغم أن عدد منفذي الهجمات لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة»، لافتاً إلى أن الإسلام «يواجه حرباً منذ عقدين عنوانها الإرهاب». وأكد أن وثيقة الأخوة ولدت في لقاء سابق مع البابا فرنسيس، مشيراً إلى تطابق وجهات النظر بينهما، وقال: «همومي تطابقت مع هموم البابا». وشدد على أن «كافة الأديان الإلهية بريئة من الجماعات الإرهابية مهما كان فكرها»، مبيناً أن كافة الأنبياء حرَّموا القتل. وأضاف شيخ الأزهر: «إدانة الفكر الديني وراء انتشار موجات الإلحاد»، نافياً أن تكون الأديان وراء إثارة الحروب، ملقياً بمسؤولية تلك الصراعات على من أثارها. وأعلن أن وثيقة الأخوة «تحرّم استخدام الدين في بث الكراهية أو ارتكاب جرائم القتل»، داعياً المسلمين إلى احتضان وحماية الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط، موضحاً أن «المسيحية احتضنت دين الإسلام عندما كان وليداً حديثاً». وطالب المسلمين في الغرب بالاندماج في مجتمعاتهم مع الحفاظ على هويتهم، فيما حثّ المسيحيين في الشرق الأوسط على نبذ مصطلح «الأقلية»، لأنهم من «المواطنين الأصلاء». من جانبه، قال بابا الفاتيكان: «أتيت إلى هنا متعطشاً إلى السلام مع إخوتي»، معتبراً أن «استخدام اسم الله لتبرير الكراهية تدنيس خطر». وأضاف في كلمته التي بدأها بتحية الإسلام «السلام عليكم»: «النزعة الفردية هي عدوة الأخوة الإنسانية»، موضحاً أن «التعدد الديني هو تعبير عن الاختلافات الطبيعية بين البشر». وشدد على أن التحدي هو أن «نجعل الأديان قنوات للأخوة وليست حواجز للإقصاء». وقال البابا إن «الحرية الدينية حق لكل إنسان، وإنها لا تقتصر على ممارسة الشعائر، بل يجب أن ترى في الآخرين إخوة». وتابع: «نحن عائلة بشرية كبيرة تعيش من تناغم التنوع».وألمح إلى أن «معرفة الذات لن تتحقق إلا بمعرفة الآخرين»، داعياً إلى «تجاوز تجارب التسلط والانغلاق حول الذات». وحثّ الأديان على الوقوف بجانب المظلومين والفقراء ومع كل الذين يعانون من المآسي في هذا العالم. وطالب «بالعمل على منع الحرب وحظر الأسلحة التي لا تنشر إلا الموت والخراب، وذلك من خلال تشجيع الحوار وليس الاستسلام لسيول الكراهية». إلى ذلك، اعتبر «مجلس حكماء المسلمين» الوثيقة الحدث الأبرز والأهم خلال القرن الحالي، إذ إنها «تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الإسلام والمسيحية». وكان نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أعلن أمس منح جائزة «الأخوة الإنسانية» في دورتها الأولى للبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وشيخ الأزهر أحمد الطيب. وقال الشيخ محمد بن راشد: «نتشرف في دولة الإمارات بمنح الجائزة في دورتها الأولى لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، لجهودهما المباركة في نشر السلام في العالم».

مشاركة :