تعامدت الشمس صباح اليوم الاثنين على مقصورة بمعبد دندرة الأثري غربي مدينة قنا، في صعيد مصر، وذلك في مناسبة عيد المعبود حورس. وتسللت أشعة الشمس الذهبية إلى داخل المقصورة وأضاءت غرفة الولادة المقدسة، التي تسجل نقوشها الولادة الإلهية للإمبراطور الروماني أغسطس- مؤسس الإمبراطورية الرومانية والإمبراطور الأول لها، والذي حكم من سنة 27 ق.م حتى مماته في 14م - وهى ولادة رمزية للملك تجعله مؤهلاً لحكم البلاد، وذلك بحسب المعتقدات المصرية القديمة. وكانت الولادة الرمزية تجرى وسط طقوس احتفالية يحضرها رجال الدولة وكهنة المعابد. وقال أحمد عوض، الباحث المتخصص في رصد الظواهر الفلكية بمعابد ومقصورات مصر القديمة، اليوم إن تعامد الشمس على مقصورة الإمبراطور أغسطس بمعبد دندرة جرى في مناسبة أحد أعياد الإله حورس. ويتميز المعبد بأنه يمثل قيمة علمية كبيرة في مجال علوم الفلك، وذلك لاحتوائه على خريطة للسماء والنجوم والأبراج، بجانب سطحه الذي لا يوجد له مثيل في أي معبد آخر في مصر، إضافة إلى كمال أعمدة المعبد ونقوشه وغرفه السرية المثيرة للدهشة. ومن المعروف أن قدماء المصريين برعوا في علوم الفلك والهندسة، ونجحوا في توجيه معابدهم باتجاهات متعددة، بحسب معتقدات وطقوس كل معبد، وما كان يشهده من ظواهر فلكية، وذلك إحياء لمناسبات ملكية ودينية. وتتباين الظواهر الفلكية بالمعابد المصرية، ما بين تعامد للشمس وقت الشروق، مثلما يشهده معبد أبو سمبل في أسوان، وتعامدها في وقت الظهيرة مثل ما يشهده معبد إدفو، وتعامد للقمر مثل ما يجرى في معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة بمدينة الأقصر الغنية بمعابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة.
مشاركة :