أعلنت السلطات القرغيزية عن اعتقال مواطن قالت إنه نظم «قناة دولية» لإرسال مقاتلين إلى سوريا، وجاءت العملية «في إطار تدابير ترمي إلى مواجهة التهديد المحدق بالبلاد، على خلفية أنباء عن عودة مئات الإرهابيين من سوريا والعراق إلى أوطانهم»، بما في ذلك عودة آلاف من مواطني جمهوريات آسيا الوسطى، كانوا انضموا خلال السنوات الماضية إلى «داعش» وشاركوا معه في القتال بسوريا. وقالت الاستخبارات القرغيزية في بيان أمس: «في إطار تدابير التصدي للإرهاب، والحد من تسلل مقاتلي منظمات الإرهاب الدولي الذين يتم نقلهم من مناطق النزاع المسلح في سوريا (إلى قرغيزيا)، بهدف تنفيذ أعمال إرهابية وغيرها من نشاطات غير قانونية على أراضي الجمهورية، قامت أجهزة هيئة الأمن القومي في جمهورية قرغيزيا باعتقال المواطن (خ.ت) من مواليد عام 1977».وقالت الاستخبارات القرغيزية إن المعطيات المتوفرة لديها تؤكد أن المتهم غادر عام 2014 بواسطة جواز سفر قرغيزي مزور، وذهب إلى سوريا، و«هناك أصبح خلال وقت قصير من الزمن واحداً من أفضل الإداريين في صفوف قوات التنظيم الإرهابي الدولي (داعش)، وشارك في العمليات القتالية ضد القوات الحكومية السورية». ويبدو أن إثباته جدارته أمام قادة الإرهابيين دفعتهم لتكليفه بمهام إضافية و«تم إثر ذلك إرساله إلى تركيا، حيث كان مسؤولا عن عمل قناة دولية ضخمة لإرسال المقاتلين إلى سوريا».وتم إيداع المتهم حاليا في سجن التحقيق، ويواصل المحققون من أجهزة هيئة الأمن القومي التحقيقات الشاملة في القضية. وتشير معطيات أجهزة الأمن القرغيزية إلى أن أكثر من 500 مواطن قرغيزي، بينهم أطفال وقُصّر، يبقون حتى الآن ضمن صفوف عدد من منظمات الإرهاب الدولي على الأراضي السورية والعراقية. وفي نهاية يونيو (حزيران) الماضي قال كانجربيك باكايف، نائب مدير مركز مكافحة الإرهاب في هيئة الأمن القومي، إن أكثر من 850 مواطنا قرغيزيا غادروا البلاد للمشاركة في العمليات القتالية في سوريا، ويعتقد أن نحو 150 منهم لقوا حتفهم هناك. قبل ذلك، ومع بداية توسع تنظيم داعش الإرهابي في سوريا عام 2014، تحدثت السلطات القرغيزية عن توجه مواطنين مع عائلاتهم، حتى مع أطفالهم، إلى سوريا للانضمام إلى التنظيم. واستمرت عمليات تجنيد مقاتلين جدد في قرغيزيا حتى الآونة الأخيرة، وهو ما تدل عليه معطيات وزارة الداخلية القرغيزية التي أكدت أنها كشفت وأحبطت عام 2017 أكثر من 200 حالة تجنيد مقاتلين لصالح التنظيم الإرهابي، بغية إرسالهم إلى سوريا.ومع خسارة «داعش» مناطق سيطرته في سوريا والعراق، باتت عودة المواطنين «الدواعش» إلى بلدانهم، مصدر قلق رئيسياً للسلطات في جمهوريات آسيا الوسطى، ومنها قرغيزيا، التي أعلنت في وقت سابق عن توقيف أكثر من شخص قالت إنهم كانوا ضمن صفوف الجماعات الإرهابية وشاركوا قبل عودتهم إلى البلاد، في القتال هناك، وإن بعضهم عاد إلى قرغيزيا بناء على توجيهات من «قادة التنظيم»، كما هي حال مواطن اعتقله الأمن القرغيزي نهاية عام 2017، وقال في بيان رسمي إن المتهم «كان مع الإرهابيين لنحو عام، حتى خريف عام 2017، حيث اجتاز دورات على تنفيذ العمليات الإرهابية - التخريبية، وشارك في القتال ضد القوات الحكومية، وكلفه قادة التنظيم بالعودة إلى قرغيزيا بهدف تأسيس خلايا إرهابية سرية، وقنوات جديدة لنقل المقاتلين إلى سوريا».
مشاركة :