رؤساء دول وسط أفريقيا يعدون استراتيجية لمحاربة «بوكو حرام»

  • 2/17/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اجتمع رؤساء دول وسط أفريقيا أمس في ياوندي عاصمة الكاميرون لإعداد استراتيجية مشتركة ترمي إلى استئصال حركة «بوكو حرام» الناشطة في شمال شرقي نيجيريا وتضرب أيضا في الدول المجاورة. وأكد رئيس الكاميرون بول بيا مجددا أمام 5 رؤساء دول آخرين في المنطقة لدى بدء أعمال القمة التي تنظم برعاية المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا «يتعين علينا استئصال بوكو حرام». وحضر بالإضافة إلى الرئيس بيا، كل من رؤساء تشاد إدريس ديبي والغابون علي بونغو أوديمبا والكونغو دوني ساسو نغيسو وغينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ نغومي وأفريقيا الوسطى كاترين سامبا بانزا. ورغم أنها الدولة الأكثر تضررا من تمرد جماعة «بوكو حرام»، غابت نيجيريا عن الاجتماع لأنها ليست عضوا في المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا. وفي السابع من فبراير (شباط) الجاري، اجتمعت دول المنطقة في ياوندي وتعهدت بتشكيل قوة قوامها 8700 رجل في إطار قوة متعددة الجنسيات لمحاربة الحركة المتشددة. واعتبر رئيس الكاميرون أن أعضاء حركة بوكو حرام «أنصار مجتمع ظلامي ومستبد يريدون تقويض أسس مجتمع عصري ومتسامح يضمن ممارسة حقوق الإنسان». وفي إشارة إلى «الاستحالة التامة لإيجاد تسوية» سياسية مع «هؤلاء الأعداء»، ذكر بأن مكافحة الإرهاب التي تم الالتزام بها ليست «حربا صليبية». ويتدخل الجيش التشادي منذ بداية فبراير الجاري ضد «بوكو حرام» في الكاميرون والنيجر ونيجيريا للتعويض عن عجز الجيش النيجيري في وقف الهجمات. ودعا رئيس تشاد إدريس ديبي الرئيس الدوري للمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا، الذي انخرط جيشه في المعركة في بداية فبراير، إلى أكبر قدر من تبادل الجهود ضد الجماعة المتطرفة التي ضربت في الأشهر الأخيرة نيجيريا والكاميرون مرارا، وباتت تستهدف أيضا تشاد والنيجر. وحض دول المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا التي لم تتعرض بعد لأعمال إرهابية «إلى تقديم كل دعمها المادي والدبلوماسي والمالي واللوجستي والإنساني لجهود المجموعة». وفي خطاب تلاه ممثل عنه، أشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع ذلك إلى أن «حلا عسكريا بحتا لن يكون كافيا لصد الإرهاب»، متطرقا إلى «مقاربة متعددة الإبعاد (...) تستجيب لتحديات الاستقرار على المدى الطويل»، في إشارة إلى أهمية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مناطق يضربها الفقر بقوة. وتتواصل أعمال القمة في جلسات مغلقة بعيد ظهر اليوم. وتشمل الدول المشاركة في المناورات الجزائر وبوركينا فاسو والكاميرون وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر ونيجيريا والسنغال وتونس. وتزامن الاجتماع مع إعلان الجيش النيجيري أنه «استعاد بدعم من الضربات الجوية بلدتي مونجونو ومارتي في شمال شرقي البلاد من جماعة بوكو حرام المتشددة» أمس. وكان مسلحو بوكو حرام استولوا على مونجونو الواقعة على شواطئ بحيرة تشاد الشهر الماضي في هجوم استهدف أيضا بلدة كوندوجا وضواحيها ومطار مدينة مايدوجوري الرئيسية في شمال شرقي البلاد. واشتد الصراع مع بوكو حرام خلال العام المنصرم وهو يمثل قضية هامة في حملة الانتخابات الرئاسية المقررة الآن في 28 مارس (آذار) وتشهد تنافسا بين الرئيس غودلاك جوناثان والقائد العسكري السابق محمد بخاري. وقال الميجر جنرال كريس أولوكولادي المتحدث باسم الجيش في بيان: «العملية الجوية والبرية مستمرة وهناك تقدم صوب مجتمعات وأماكن أخرى بهدف تطهيرها في الهجوم المستمر ضد الإرهابيين». ويذكر أن تشاد بدأت مناورات عسكرية مناهضة للإرهاب بدعم من الولايات المتحدة أمس بمشاركة 1300 جندي من 28 دولة أفريقية وغربية وصفت بأنها استعداد لهجوم ضد جماعة بوكو حرام المتشددة. وتبدأ مناورات «فلينتلوك» التي تشارك فيها الجزائر وتونس في حين تعد تشاد و4 دول مجاورة قوة مهام للتصدي لـ«بوكو حرام» التي تمثل أكبر تهديد أمني لنيجيريا أكبر منتج للطاقة في أفريقيا كما أنها مصدر قلق متزايد للدول المجاورة. وقتلت «بوكو حرام» 10 آلاف شخص العام الماضي في حملتها لإقامة دولة لها في شمال نيجيريا. وصعدت الجماعة المتشددة التي تتمركز على مسافة أقل من 100 كيلومتر من العاصمة التشادية نجامينا الهجمات عبر الحدود في الأسابيع القليلة الماضية في منطقة بحيرة تشاد التي تلتقي عندها حدود نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر. ونفذت الجماعة هجوما على معسكر للجيش الكاميروني أمس. وتهدف مناورات فلينتلوك السنوية التي بدأت عام 2005 إلى تحسين التعاون العسكري عبر الحدود في حزام الساحل الأفريقي القاحل وهي منطقة تمثل مرتعا للمتشددين المحليين وآخرين مرتبطين بتنظيم القاعدة ومسلحين انفصاليين وعصابات تهريب.

مشاركة :