وجه الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي بإنشاء «بيت العائلة الإبراهيمية»، تخليدًا لزيارة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى دولة الإمارات. كان شيخ الأزهر والبابا أطلقا «وثيقة الأخوة الإنسانية»، بعد زيارتهما إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك خلال المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، وفقًا لوكالة وام الإماراتية. ويعد «بيت العائلة الإبراهيمي»، الذي تم تخصيص قطعة أرض لإنشائه، معلمًا دينيًا يرمز إلى حالة التعايش السلمي والتآخي الإنساني لجميع الأعراق والجنسيات التي تعيش في دولة الإمارات، وينبع من الوثيقة التاريخية التي تتضمن التركيز على معايير التقارب بين الشعوب والأديان بإعلاء قيم التسامح والعيش المشترك. كان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، طالب في كلمته بالمؤتمر، بالتسلح بالأخلاق والعلم والمعرفة، وأن تكون الوثيقة دستور مبادئ للحياة، وضمانًا لمستقبل خال من الصراع والآلام، وميثاقًا بانيًا للخير هادمًا للشر، ونهاية للكراهية؛ لتكون هذه الوثيقة امتدادًا لوثيقة المدينة المنورة، وحارسة للمشتركات الإنسانيَّة والمبادئ الأخلاقيَّة. وتركز وثيقة التعايش السلمي، على مطالبة الموقعين عليها وقادة العالم وصناع السياسات الدولية والاقتصاد العالمي، بالعمل على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فورًا لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم من حروب وصراعات وتراجع مناخي وانحدار ثقافي وأخلاقي. كما تطالب الوثيقة المفكرين والفلاسفة ورجال الدين والفنانين والإعلاميين والمبدعين في كل مكان لإعادة اكتشاف قيم السلام والعدل والخير والجمال والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، وليؤكدوا أهميتها كطوق نجاة للجميع، وليسعوا في نشر هذه القيم بين الناس في كل مكان. وتشير إلى أن إعلان تلك المبادئ جاء انطلاقًا من تأمل عميق لواقع العالم وتقدير نجاحاته ومعايشة آلامه ومآسيه وكوارثه، وذلك إيمانًا بأن أهم أسباب أزمة العالم يعود إلى تغييب الضمير الإنساني وإقصاء الأخلاق الدينية، وكذلك استدعاء النزعة الفردية والفلسفات المادية، التي تضع القيم المادية الدنيوية موضع المبادئ العليا والمتسامية. كما تركز الوثيقة على إظهار ضرورة الأسرة كنواة لا غنى عنها للمجتمع وللبشرية؛ لإنجاب الأبناء وتربيتهم وتعليمهم وتحصينهم بالأخلاق وبالرعاية الأسرية، استنادًا إلى أن مهاجمة المؤسسة الأسرية والتقليل منها والتشكيك في أهمية دورها هو من أخطر أمراض العصر.
مشاركة :