أول رئيس لإيران: الخميني خائن.. وتحوَّل لديكتاتور بعد عودته لطهران

  • 2/6/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن أول رئيس لإيران عقب سقوط الشاه، أبو الحسن بني صدر، اليوم الثلاثاء، أن آية الله الخميني خان مبادئ الثورة الإيرانية بعد نجاحها، مؤكدًا أن الخميني عندما كان في منفاه بفرنسا كان يؤمن بالحرية، إلا أنه عندما عاد لطهران انقلب على آرائه وتحول إلى ديكتاتور. وقال بني صدر البالغ من العمر 85 عاما، خلال مقابلة مع وكالة «رويترز» بمنزله في مدينة فرساي الفرنسية، والتي يعيش بها منذ عام 1981 «عندما كنا في فرنسا تبنَّى (الخميني) كل ما قلناه له». وأضاف بني صدر الذي تم عزله من منصب الرئاسة في 1981، إنه كان مقتنعا في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، بأن الثورة الإسلامية لزعيم ديني ستمهد الطريق للديمقراطية وحقوق الإنسان في إيران بعد حكم الشاه، قائلًا: «كنا على يقين أن هناك التزامًا قاطعًا من زعيم ديني، وأن كل هذه المبادئ ستتحقق لأول مرة في تاريخنا». وأوضح الرئيس الأسبق، أن فرنسا كانت مفترق طرق للأفكار والمعلومات، لهذا اختارها الخميني للإقامة بها، وعندما كان في فرنسا كان يؤيد الحرية، وكان يخاف ألا تنجح الحركة في مسعاها وأن يظل مقيما في فرنسا للأبد. وحول تغير أفكار الخميني، قال بني صدر، «إنه لم يتغير إلا عندما هبط درجات السلم من الطائرة في طهران؛ حيث تمكن رجال الدين منه، ورسموا له مصيرًا جديدًا هو الدكتاتورية التي نراها اليوم». وكشف بني صدر تفاصيل موقف حدث له مع الخميني؛ حيث ذهب لمقابلته في مدينة قم، بعد شهور من نجاح الثورة؛ ليبحث معه أمر الضغوط التي تمارسها الهيئات الدينية الإيرانية من أجل إجبار النساء على ارتداء النقاب. وأوضح أن الخميني أثناء وجوده بفرنسا كان له رأي في النقاب، حيث وعد بأنه من حق النساء الاختيار، وفوجئ عندما أخبره الخميني أن الأمور والآراء التي صرح بها في فرنسا كانت ملائمة؛ لكنه ليس ملزمًا بكل ما نطق به هناك، وإنه سيقول العكس لو شعر أن ذلك ضروريًا، وأكد بني صدر، أن تلك اللحظة كانت بالنسبة له مريرة جدًا جدًا. وحول جدوى العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران، أوضح بني صدر أنها ستضر بالناس العاديين وستؤدي لتعزيز قبضة النظام، مشيرًا إلى أن الحل هو ترك إيران لحالها، وحينها سينكشف ضعف النظام، ولن يحتاج لثورة جديدة لإسقاطه، قائلا «إذا ترك ترامب إيران لحالها فسترون أن النظام أضعف كثيرًا جدًا مما يتصور أحد. ولسنا بحاجة لثورة جديدة». يُذكر أن أبو الحسن بني صدر من مواليد 22 مارس 1933 بهمدان في إيران، وهو ابن رجل دين شيعي بارز، درس الاقتصاد في باريس وربطته علاقات عائلية وثيقة مع الخميني، وساعده في الانتقال إلى فرنسا بعد أن قضى فترات في تركيا والعراق، وأصبح هناك من أقرب مساعديه. وتولى بني صدر منصب وزير الشؤون الخارجية في إيران في نوفمبر 1979، ثم تولى منصب رئاسة الجمهورية في 4 فبراير 1980 حتى 21 يونيو 1981.

مشاركة :