شدّدت وزيرة الدفاع الألمانية، أورزولا فون دير لاين، اليوم الثلاثاء، على ضرورة البحث عن حلول غير تقليدية في أزمة انهيار الالتزام باتفاق حظر الأسلحة النووية قصيرة المدى بين واشنطن وروسيا. جاءت تصريحات فون دير لاين خلال تفقدها القوات الألمانية المتمركزة في ليتوانيا، ضمن مهامّ حلف شمال الأطلسي، الناتو، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وشدّدت الوزيرة على أن برلين تعمل مع الشركاء الأوروبيين لمنع عودة أجواء الحرب الباردة التي كانت دائرة وبشدة بين موسكو وواشنطن في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي. ووقّعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق معاهدة حظر انتشار للأسلحة النووية قصيرة المدي في العام 1987، حيث نجحت في إلغاء فئة كاملة من الأسلحة الخطرة بين واشنطن وموسكو. لكنها الآن مهددة بالانتهاء، فبعد سنوات من المحادثات غير الناجحة التي قادتها أوروبا والولايات المتحدة لاحتواء الخرق الروسي المتواصل لبنود الاتفاقية، اتّخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرار "التعليق تمهيدًا للانسحاب"، وهو ما رد عليه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، باتخاذ الإجراء نفسه. وتميل ألمانيا إلى موقف وسط في الأزمة، وعلى هذا النحو لم يكن مستغربًا أن تطالب المستشارة أنجيلا ميركل بالحرص على إبقاء "نافذة المحادثات" مفتوحة. لكن وزير خارجيتها، هايكو ماس، وافق على تلك الفرضية وفق شروط، وقال لمجلة "دير شبيجل": "لسوء الحظ، روسيا ليست مستعدة لتجديد الولاء للمعاهدة"، وبذلك قد رمى الكرة في ملعب موسكو إذا ما أرادت بالفعل الحفاظ على الاتفاقية، حسب هيئة الإذاعة الألمانية، دويتشه فيله. وكانت شبيجل نقلت عن سياسيين ألمان في البرلمان الأوروبي رؤية لحل الأزمة، ومفادها أن قرار ترامب يعدّ خطأ تاريخيًّا لا يغتفر، وكان على واشنطن وبدلًا من منح الروس فرصة التحرر من التزاماتهم التعاقدية، أن تجبرهم عبر التمسك بالمعاهدة، على فتح أنظمة دفاعتهم الصاروخية المنتشرة في رومانيا لإجراء عمليات التفتيش. سياسيون ألمان عدة يرون أن الروس كانوا مجبرين على الانصياع لضغوط التفتيش، أما الآن فقد منحهم ترامب طريق الهرب. في السياق ذاته، لا تزال وزير الدفاع الألمانية ترى أن أوروبا أصبحت بحاجة ماسّة إلى بحث قضية الجيش المشترك تجنّبًا لدخولها في صراعات قوى أخرى خارجها.
مشاركة :