قال الكاتب الأميركي كريل ودرشوفن: إن العلاقة المتوترة بين المشرّعين داخل «الكونجرس» من ناحية، ومحمد بن زايد ومحمد بن سلمان وليي عهد أبو ظبي والرياض وحليفهما الرئيس دونالد ترمب من ناحية أخرى، تزداد تدهوراً، خاصة مع تواتر التقارير عن وجود مؤشرات بأن عدداً متزايداً من أعضاء «الكونجرس» سيصوتون لصالح مشروع قرار ينهي مشاركة أميركا في الحرب الأهلية اليمنية.واعتبر الكاتب، في مقال نُشر على موقع «أويل برايس» أن هذا القرار سيمثل تحدياً مباشراً للرئيس الأميركي، وسيدفعه لاتخاذ «فيتو» رئاسي؛ مشيراً إلى أنه ورغم افتقار رؤية ترمب الشرق أوسطية للوضوح، فإن المؤكد هو أن ابن سلمان وابن زايد يمثلان عنصراً أساسياً فيها. وتابع الكاتب أن العداوة بين الجمهوريين والديمقراطيين قد تكثّفت في عهد ترمب؛ حيث بات الدعم العسكري الأميركي للتحالف السعودي - الإماراتي نقطة خلاف رئيسية لهذه العداوة، وسط استطلاعات للرأي تفيد بأن الرأي العام الأميركي ضد دعم واشنطن أبوظبي والرياض وتحديداً السعودية؛ حيث يحمّلون ولي العهد السعودي مسؤولية الكارثة الإنسانية التي تعصف بسكان اليمن. وأكد الكاتب أن «الكونجرس» حالياً بات يعكس وجهة الرأي العام الأميركي بشأن دعم إدارة ترمب لحرب اليمن، وقال إن استراتيجية ترمب في المنطقة أشعرت ابن زايد وابن سلمان بثقة في إمكانية نيل الدعم الأميركي طوال الوقت. وذكر الكاتب أن قرار ترمب سحب القوات الأميركية من سوريا والتخلي عن حلفائه الأكراد هناك قد أصاب وليي عهد أبوظبي والرياض بالخوف، خاصة أن الاثنين يعملان على إحداث تغيير جذري اقتصادي ومجتمعي في الإمارات والسعودية، وهما يدركان أن دعم واشنطن لهما يمكن أن يختفي بتغريدة على موقع «تويتر». وأوضح الكاتب أن دعم ترمب لأبوظبي والرياض مبني على العواطف وليس التفكير العقلاني؛ حيث تشعر العاصمتان بتخوف إزاء انخفاض دعم إدارة ترمب لسياستهما، حتى أن وزير الخارجية مايك بومبيو -حليف السعودية والإمارات- لم يتمكن من تشتيت المخاوف المتزايدة؛ حيث تستمر تغريدات ترمب على «تويتر» المناهضة لمنظمة «أوبك». ورصد الكاتب عدة إشارات على هذا القلق، منها أن ابن سلمان وابن زايد لم يزرا الولايات المتحدة منذ فترة، فمن الواضح أن رحلة ولي عهد السعودية لواشنطن ستعرّضه لمخاطر سياسية وقانونية، بسبب مزاعم اغتيال عملائه الصحافي جمال خاشقجي وحرب اليمن، بينما قد تسبب زيارة ابن زايد له مساءلة قانونية في إطار التحقيقات التي يجريها المحقق الخاص مولر بشأن التدخلات الخارجية في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016. وتوقّع الكاتب حدوث شرخ كبير في العلاقات الأميركية - الخليجية إذا ما استمر «الكونجرس» أو تحقيق مولر في الضغط عليهما، متوقعاً أن تتأثر العمليات الأميركية في المنطقة بذلك، وتغير موقف «أوبك» إزاء الولايات المتحدة.;
مشاركة :