أكد الكاتب والباحث الإماراتي الدكتور يوسف الحسن أن مفهوم التسامح بصيغه الخلاقة والمثمرة موجود في دولة الإمارات وواقع معيش منذ مئات السنين، موضحا أن التسامح بجوهره هو أن نقبل الآخر ونعيش معه بسلام، وهذا لا يتم إلا بالمعرفة والحوار. جاء ذلك خلال محاضرته «إنسانيتنا المشتركة والتسامح» التي ألقاها مساء أول من أمس في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، وأدارها الشاعر سامح كعوش مشيراً إلى أن الحسن قد أصدر 6 كتب حول أسئلة الهوية وثقافة التسامح وثقافة الحوار. رمز التسامح جاءت محاضرة الحسن احتفاءً بالأسبوع العالمي للوئام بين الأديان، وتزامناً مع الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى الإمارات. عن هذا قال: إن زيارة أهم رمز ديني مسيحي إلى الإمارات تدل على ما تتمتع به الدولة من مركز دولي مهم، وما تمثله من تعزيز لثقافة التعاون والتعايش بين البشر. وأشار الحسن إلى أن مفهوم التسامح موجود في دولة الإمارات منذ مئات السنين، وقال: لا يرتبط هذا بوجود أكثر من 200 جنسية تعيش على أرض الإمارات، فقد وجد محرق للسيخ منذ 150 عاماً في الشارقة ومن ثم نقل إلى دبي، كما وجدت الكنائـس. وأشار إلى أن نهج الإمارات يقوم على ثقافة التسامح، واستشهد بالعديد من الأمثلة منها كما ذكر: أنه عندما سقط حكم الإخوان في مصر، أقدموا على حرق عشرات الكنائس، وتكفلت حينها الإمارات بترميم كل الكنائس. وأضاف: كان هذا قبل وصولنا إلى عام التسامح، الذي كان نهجاً اتبعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة، الذي كان قد رمم من قبل الكنيسة التي تعرضت للتخريب في مدينة القدس. وشدد على أهمية الحوار الإسلامي والمسيحي الذي يفتح الباب لتوخي المعرفة الحقيقية لدى الآخر. استعراض تاريخي واستعرض الحسن تاريخياً الصراع الناتج عن غياب ثقافة التسامح، والتي نتج عنها كما قال حروب دينية، وأوضح: إنها أشرس أنواع الحروب التي يعرفها التاريخ، باعتبار أن كل طرف فيها يعتقد بأنه على صواب. وتابع: إن الفيلسوف والكاتب الفرنسي "فولتير" قد عكس هذا في كتابه الذي تقشعر له الأبدان "قول في التسامح".طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :