5 تناقضات تكشف مراوغة تركيا في شمال سورية

  • 2/6/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فيما تتوجه الأنظار إلى قمة سوتشي المرتقبة منتصف شهر فبراير الجاري بين تركيا وروسيا وإيران لتعزيز ما وصفه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان «المسار الإيجابي في سورية»، شكك مراقبون فيما ستسفر عنه هذه القمة، في ظل سياسة تغليب المصالح من قبل الأطراف الثلاثة على حساب وحدة واستقرار سورية، كما أن تناقضات أنقرة في سورية، تكشف عن أطماع الحكومة التركية في احتلال الشمال السوري. اتفاق إدلب وفقا للمراقبين، فإن هذه القمة تأتي بعد أخرى سبقتها نهاية شهر يناير الماضي واقتصرت على لقاء ثنائي بين إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين للوصول الى تطبيق حقيقي لاتفاق إدلب وخفض التوتر في المنطقة المنزوعة السلاح في شمال سورية، غير أن متابعة السياسة التركية خلال الفترة الأخيرة تكشف عن تخبط أنقرة من خلال الاعتماد على العلاقات مع موسكو وطهران، ثم محاولة الحصول على تفاهمات مع واشنطن، في وقت تدعم فيه الحكومة التركية الفصائل المسلحة في إدلب، وفي مقدمتها هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقا» فرع تنظيم القاعدة في سورية. براجماتية وقال المراقبون إن اللافت أيضا في السياسة التركية، هو أنه رغم الخصومة الشديدة بين أنقرة ودمشق، إلا أن إردوغان تحدث عن أن حكومته أبقت اتصالات «على مستوى منخفض» مع النظام السوري عبر جهاز الاستخبارات، بما يدلل على تخبط السياسة الخارجية التركية التي جسدها وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو في ديسمبر الفائت بقوله «إن تركيا ودولا أخرى ستفكر في العمل مع بشار الأسد، إذا فاز في انتخابات ديمقراطية، كما أن أنقرة على اتصال غير مباشر مع دمشق عن طريق روسيا وإيران». أما فيما يتعلق بإقامة المنطقة الآمنة في شمال سورية التي كانت سببا في خفض تركيا التوتر في علاقتها مع واشنطن، فأعلنت أنقرة أن قوات التحالف لا يمكن أن تبقى منفردة في هذه المنطقة وستسعى لإدارتها معها مستغلة في ذلك اتفاق أضنة المبرم بين تركيا وسورية عام 1998 ويسمح لتركيا بدخول الأراضي السورية عند وقوع تهديدات أمنية واستراتيجية، غير أن دمشق ردت بالقول إن تركيا انتهكت الاتفاق بدعمها الإرهاب في سورية. الرضا الأميركي أوضح المحلل السياسي يوسف دياب، لـ«الوطن»، أن السياسة التركية الواضحة في المشهد السوري محكومة بعاملين، الأول وعي الأتراك الجيد بأنهم جزء من حلف شمال الأطلسي، وبالتالي لا يستطيعون التملص من البقاء تحت الرضا الأميركي في الملف السوري وعدم توجيه أي ضربة للأكراد، الحلفاء الأساسيين لواشنطن في سورية. أما العامل الثاني، فهو مراعاة خاطر الروس، حيث لا يستطيع إردوغان إهمال الدور العسكري الروسي الأساسي في سورية الذي أبقى بشار الأسد في السلطة، فضلا عن استمرار التنسيق بين أنقرة وطهران في وقت تقع الأخيرة تحت طائلة العقوبات الأميركية. الخوف من روسيا وقال دياب إنه على الرغم من أن تركيا تعتبر روسيا عدوا لها، إلا أنها مضطرة للتعاطي معها حتى لا تصطدم بها، فضلا عن محاولتها لالتفاف على الأكراد الذين يسعون الآن إلى انتزاع موافقة من النظام السوري بمباركة روسية لإقامة حكم ذاتي أو إدارة ذاتية في شمال سورية بعد تأكدها من بقاء النظام السوري. هذا بالطبع ما لا تريده تركيا أبدا. لذا فهي مضطرة للتعامل مع الأسد. وأكد دياب أن الأتراك يعيشون مرحلة ضبابية في الأزمة السورية ولا يستطيعون التسرع باتخاذ أي قرار حتى لا ينعكس على أمنهم الداخلي وعلاقاتهم الدولية مع الولايات المتحدة وروسيا بانتظار تبلور مستقبل الأزمة في سورية والوصول إلى حل سياسي، يبدو بعيدا في ظل الصراعات القائمة. المصلحة قال المحلل السياسي، أنيس محسن، في تصريحات لـ«الوطن»، إن تركيا دولة تبحث عن مصلحتها وهذا مايبدو من خلال ما تقوم به من تحالفات وتدخلات دبلوماسية أو سياسية أو عسكرية. وأضاف أن تركيا أرادت، منذ بداية الأزمة السورية، ضمان مصالحها وأهمها منع وجود كيان كردي ملاصق لحدودها، كونها لا تريد لهذه الأقلية الوازنة المنتشرة في مناطق واسعة في تركيا والشمال السوري، أن يكون لها دولة على حدودها، لذلك فهي تتحالف أو تتصارع مع أي فريق أو دولة لتنفيذ ما تريده. ولفت محسن في هذا الصدد إلى اختلاف تركيا مع الولايات المتحدة الأميركية وكذلك الحال مع روسيا، حتى إنها تتحايل عبر التواصل مع نظام بشار الأسد لمنع إقامة دولة كردية على حدودها. العوامل الـ5 01 موقف تركيا الغامض من اتفاق إدلب، رغم أنها طرف في الاتفاق 02 الاتصال بالنظام السوري، رغم العداء الشديد بين الجانبين 03 زعم أنقرة بأنها تحافظ على أمن سورية بينما تبحث عن مصالحها هناك 04 التعامل مع إيران وفي نفس الوقت محاولة الحصول على الرضا الأميركي 05 التعامل مع روسيا، رغم العداء الشديد من قبل أنقرة لموسكو

مشاركة :