عقوق يرمي بالكتب المستعملة على قارعة الطريق

  • 2/6/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تراكمت كتب العلماء والأدباء والشعراء والمراجع العلمية على قارعة الطريق في صورة لا يمكن وصفها إلا بالعقوق لذلك الإرث العلمي الذي كان سببًا في ضخ المعلومات، وكسب المهارات لكثير من طلاب الجامعات، الذين تبرأوا من تلك الكتب بعد قضاء الحاجة منها، ولكن أصوات البر بذلك الإرث ارتفعت منادية بالحفاظ على الكتب المستعملة، وإعادة تدويرها من خلال مكتبات خاصة بها داخل أروقة الجامعات. «أسبوع التهيئة» وذكر وكيل الدراسات العليا والبحث العلمي في كلية علوم الحاسب وتقنية المعلومات في جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل الدكتور عبدالله علي القحطاني، أن هناك فرقًا بين الكتب الجديدة والمستعملة من ناحية تاريخ الإصدار؛ حيث يكون هناك تحديث للمحتوى في أغلب الأحيان، ولكن معظم الجامعات والاعتمادات الأكاديمية تطالب باعتماد مراجع حديثة لا يقل تحديثها عن خمسة أعوام تقريبًا، وهذا ما يجعل بعض الطلاب يحرصون على اقتناء الكتب الجديدة للوصول إلى المعلومة المنقحة والمتجددة. ولاحظ الدكتور القحطاني إقبالًا من طلاب الجامعات على اقتناء الكتب المستعملة، خاصة إذا كانت في مجال التخصص نفسه، وتدعم ذلك التعليقات والملاحظات الموجودة في الكتب، كما اقترح أن يكون هناك أسبوع مخصص لاقتناء الكتب، تحتضنه الجامعات في أسبوع التهيئة، بحيث يعرض الطلاب والطالبات كتبهم السابقة، واقتناء الكتب التي يحتاجون إليها. «أعراف جامعية» وفي السياق ذاته، قال أستاذ أمن المعلومات المساعد في مدينة الملك عبدالعزيز الدكتور خالد العيسى: إن للكتاب الجديد طعمًا خاصًا، وإن شراء كتاب جديد يعادل فرحة الحصول على جهاز جديد، ولكن بالنسبة للطالب بالذات، فإن الكتاب المستعمل قد يكون كنزا، إضافة إلى معلومات الكتاب نفسه، فإن الطالب سيجد تعليقات قيمة وملاحظات من المستخدم السابق، وقد يجد تحديدا لما هو مهم، وفي بعض الأحيان تلخيصا لأهم النقاط التي قد تغيب عنه. وعن مدى تقبل طلاب الجامعات لاقتناء الكتب المستعملة، قال: أعتقد أنه لو توافرت الفرصة للطلاب، فإنه سيكون هناك إقبال كبير على الكتاب المستعمل، إضافة إلى أن التوفير المادي عامل مهم جدا للطلاب؛ لأن دخلهم المادي منخفض، وفي كثير من الأحيان يكون الكتاب في غير التخصص، فقد لا تكون لدى الطالب رغبة في إبقائه بعد انتهاء الفصل الدراسي بنجاح. وأضاف العيسى: لا أعلم عن أي مبادرة في الجامعات السعودية لاحتواء الكتب المستعملة، ولكن من الأعراف التي شاهدناها تقريبا في كل الجامعات الغربية وجود مكتبة الكتب المستعملة؛ حيث تشتري هذه المكتبة الكتب من الطلاب، ومن ثم تعيد بيعها إلى من يحتاج إليها. وحقيقة إن هذه العملية فيها توفير مادي كبير للبائع والمشتري، كما أن وجود هذه المكتبة في الحرم الجامعي يعني تركيزها على الكتب المستخدمة في الجامعة. «مقررات دراسية» وقال صالح التويجري - طالب جامعي-: إنه ينبغي لكل إنسان أن تكون له علاقة بالكتاب والمعرفة، والاستزادة من العلم والنهل من معين الثقافة. وأضاف: يفضل بعض الطلاب الكتب الجديدة؛ لأنها تكون أنقى وأجود وأرقى، والنفس مولعة بحب الجديد، والبعض الآخر يرى أن المستعمل أفضل، وهذا يعود إلى أمور منها المادية كأهم العوائق لشراء الكتاب الجديد، فيفضل الطالب أن يشتري المستعمل الذي يؤدي الغرض، وأناس آخرون يفضلون المستعمل؛ لأنهم يجدون فيه تعليقات لمستخدمين سابقين وفوائد قيمة، ويبحثون عن بعض الكتب المستعملة النادرة التي يجدون فيها تعليقات لبعض العلماء، فهذه أغلى نفيسة الكل يتنافس لاقتنائها. وفيما يخص اهتمام طلاب الجامعات بإنشاء مكتباتهم الخاصة قال: لا شك أن أغلبهم يحرص على ذلك، ولكن يختلفون فيما بينهم، فبعضهم يحرص على جمع المكتبة للقراءة والاستزادة من العلم والمعرفة، أما البعض الآخر فيرغب أن يكوّن مكتبة للتباهي أمام الناس، وأنه يملك ثقافة ومعرفة، وإن كان هو في أصله فارغًا لا يملك شيئًا، وهذا حال البعض مع الأسف. وذكر التويجري بعض الطرق المبتكرة لتدوير الكتب المستعملة، مثل أن تغلف وتنسق تنسيقًا جيدًا، ثم بعد ذلك توضع في مكتبات خاصة لكتب المقررات الدراسية، ويأخذ الطالب منها ما يحتاج ثم يعيدها، وبهذا الشكل يمكن أن تحفظ ويستفاد منها. «علاقة منهجية» ويرى الطالب الجامعي بسام البازعي، أن علاقة الطالب بالكتاب علاقة منهجية بطلب من الدكتور، وهو من يحدد الكتاب والمجلدات المطلوبة لمادته، وقال أيضًا: أحياناً يكون الكتاب المستعمل يتميز بكتابات جانبيّة توضح المقصود في الصفحة، ولكنها في الوقت نفسه تعيق تركيزه وتشتته ليعرف ما كتبه هو أو من قبله، ومن محاسن الكتاب الجديد أن يكون الورق جديدا خاليا من الكتابات غير التابعة للمنهج وبعض التعليقات الخاطئة. وأضاف: قد يكون فارق السعر كبيرا بين الكتب المستعملة والجديدة؛ بسبب أن بعضها لا يباع فرديا، وإنما يباع كمجلدات كاملة، وغالبًا ما يكون مكلفا، لكن الطالب سيستفيد؛ لأنه غالبًا سيحتاج إليه في سنواته المقبلة، أما من الناحية العلمية فمن الجيّد أن تكون لك مجلدات كاملة للفائدة، وكونها مرجعا سواء كان شرعيا أو علميا أو لغويا، نادرًا الآن من تجده يحافظ على هذه الكتب في مكتبة خاصة بسبب تطور العالم الآن فأصبح يحمل الكتاب بالمجان أو يشتريه بسعر زهيد من خلال الإنترنت بصيغة (PDF) هذا إذا كان مهتمًا بالقراءة. وعن مصير مراجع المقررات الدراسية قال: غالبًا يكون مصيرها التلف أو الإهمال، وهذا شيء يحزن، بينما يمكن للغير المحتاج الاستفادة من هذه الكتب القيّمة، وهناك فكرة لو وضعت مكتبة في كل جامعة تتكون من مقررات هذه الجامعة وفيها عدد كبير من الكتب المقررة في الجامعة، وتكون هناك استعارة لمدة مستوى أو أكثر، ويشترط حين يستعير الطالب الكتاب الحفاظ عليه من التلف، وعدم الكتابة وتشويهه ليستفيد هو وغيره منه، ويكون للاستعارة سعر رمزي لتستمر هذه المكتبة. كتب تباع على الأرصفة المراجع تعرض في سوق الحراج بسام البازعي د.عبدالله القحطاني صالح التويجري د.خالد العيسى

مشاركة :