سخر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من دعوة «مجموعة ليما» إلى تغيير سلمي للنظام في بلاده ومساندة الجيش زعيم المعارضة خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة، فيما اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتحاد الاوروبي بمحاولة إطاحة مادورو على حساب «الديموقراطية». وطلبت 11 من 14 دولة منضوية في «مجموعة ليما» التي تضمّ بلداناً من أميركا اللاتينية والكاريبي إضافة الى كندا، في بيان مشترك بعد اجتماع أزمة في أوتاوا، بتغيير ديموقراطي «سريع» في فنزويلا «من دون استخدام القوة». وحضّت الجيش على «إعلان ولائه للرئيس بالوكالة» خوان غوايدو، كما ناشدته السماح بدخول مساعدات إنسانية إلى فنزويلا التي تعاني أزمة طاحنة وندرة في الأغذية الأساسية والأدوية. وأعربت هذه الدول عن قلق إزاء الوضع الإنساني في فنزويلا، مشددة على «ضرورة ضمان الوصول إلى المساعدات الإنسانية، من أجل تلبية الحاجات العاجلة للفنزويليين». كذلك أعلنت أن المعارضة بقيادة غوايدو ستكون عضواً كاملاً في المجموعة، بصفتها ممثلاً «شرعياً» لكركاس. وقالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند إن المجموعة دعت أيضاً المجتمع الدولي إلى تجميد أصول النظام «الديكتاتوري» لمادورو، وإلى تسليم الأموال للمعارضة. والمكسيك عضو في «مجموعة ليما»، لكنها لم تعترف بغوايدو رئيساً بالوكالة لفنزويلا، ولم تشارك في اجتماع أوتاوا. أما ممثلو غويانا وجزيرة سانت لوسيا فحضروا الاجتماع، لكنهم لم يوقعوا إعلان أوتاوا. وخاطب غوايدو المشاركين في الاجتماع عبر الفيديو، مبدياً أمله بأن تُنظّم «في أقرب وقت انتخابات حرة ونزيهة من أجل استعادة الديموقراطية في فنزويلا»، معتبراً أن مواطنيه «يقتربون من استعادة حريتهم». واتهم خوليو بورغيس، الموفد الخاص لغوايدو، هافانا بالتدخل في فنزويلا، قائلاً بعد الاجتماع: «المشكلة هي أن القوات المسلحة الفنزويلية اختُطِفَت من كوبا. وراء مادورو، هناك الحكومة الكوبية، الديكتاتورية الكوبية المسؤولة عن العنف والقمع والخطف والتعذيب». في المقابل، وصف مادورو بيان «مجموعة ليما» بأنه «كريه ومضحك»، وزاد: «لا نعرف إن كان يتحتّم علينا التقيؤ أو الضحك». ورأى أن مطالب المجموعة «أكثر جنوناً الواحدة من الأخرى». وقلّل من أهمية اعتراف 19 دولة أوروبية بغوايدو رئيساً انتقالياً لفنزويلا، معتبراً أن الأمر مرتبط بخطط الولايات المتحدة لإطاحته. وتطرّق مادورو إلى تلويح الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجدداً بتدخل عسكري لإطاحته، قائلاً: «كأنه يتحدث عن عطة في ميامي، قال إنه يدرس خيار تنفيذ اجتياح. هذا جنون». لكن غوايدو شكر الدول الـ 19، متهماً الرئيس الفنزويلي بالسعي إلى تحويل 1,2 بليون دولار إلى الأوروغواي، ومطالباً مونتيفيديو بالامتناع عن «التورط بهذه السرقة». ورحّب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو باعتراف تلك الدول بغوايدو، قائلاً: «نشجّع كل الدول، لا سيّما بقية دول الاتحاد الأوروبي، على دعم الشعب الفنزويلي عبر الاعتراف بالرئيس الانتقالي غوايدو ودعم جهود البرلمان من أجل استعادة الديموقراطية الدستورية». لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شدد على أن «السبيل الوحيد للخروج من الأزمة» في فنزويلا يتمثل في «جلوس الحكومة والمعارضة إلى طاولة المفاوضات، وإلا سيحدث أسلوب تغيير النظم ذاته الذي نفذه الغرب مرات». أما أردوغان فانتقد الاتحاد الاوروبي، قائلاً: «تتحدثون عن انتخابات وديموقراطية، ثم تسعون الى إطاحة حكومة عبر العنف والتحايل». وسأل مخاطباً الولايات المتحدة «هل فنزويلا إحدى ولاياتكم؟ كيف تجرؤون على الطلب من شخص انتُخِب، أن يرحل ويسلّم رأس الدولة إلى شخص لم يكن حتى مرشحاً للانتخابات». ووصف جهود دفع مادورو إلى التنحّي بأنها «محاولة انقلاب لإزاحة قائد البلاد المُنتخب من السلطة».
مشاركة :